موضوع تعبير عن الأخلاق الحسنة
الأخلاق هي مجموعة المبادئ والقواعد التي تنظم سلوك الإنسان وتتحكم به، فبالأخلاق تصبح حياة الإنسان أفضل مع الله ونفسه والآخرين، فالأخلاق دعت إليها جميع الرسالات السماوية، والإسلام بالأخص قد حثنا إلى حسن الأخلاق، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم و قدوتنا العظيمة ذو خلقٍ عظيم، ولقد أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأنّه بعث لكي يتمّم مكارم الأخلاق، فالأخلاق الحسنة تنتج عنها الأقوال والأفعال الحسنة وتكون بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة كالتعاون، والمحبة، والإخاء، والكرم، والصدق، والأمانة، والتواضع، والرحمة والعدل، واللين، والأمر بالمعروف والتسامح وغيرها، مما حثنا عليها الدين الإسلامي لكسب الآخرة وكسب حب الناس في الدنيا والرضا عن النفس، فالأخلاق هي مرآة لما في داخل الإنسان ولا يمكن فصلهما عن بعضهما، فالأخلاق لا يمكن تجزئتها، ولا تعتمد على موقف معين أو على رغبة أحد، ولا يمكن الاستغناء عنها وقتما شاء، مما يخدم مصالحه الشخصية، فيجب عليه التحلي بالأخلاق الحسنة أينما وقتما كان.
فالأخلاق الحسنة تلعب الدرور الأساسي في حياة الفرد والمجتمع، فبالأخلاق تبنى الأوطان على الأسس الصحيحة والسليمة، ولا يتأثر بأي ظرف يمكن أن يسوء إليه أو يؤثر فيه بشكل سيء، فإذا تحلى كل فرد في المجتمع بالأخلاق الحسنة، وتعامل بها مع الآخرين، فستنتشر المحبة والمودة وحب الخير بين الجميع، وسيكون المجتمع يد واحدة متماسك ومتعاون وسيصبح مجتمع متحضر ومثقف، وتزيل عنه البغضاء والعداوة والحقد والكره وتقل فيه الجرائم، والعنف، فالإنسان بلا أخلا ق ينبذه المجتمع وكل من حوله، فالأخلاق تؤدي إلى بقاء وتطور الأمم، والدليل على ذلك ما قاله الشاعر العظيم أحمد شوقي:
وإذا أُصيب القومُ في أخلاقِهم فأقِمْ عليهم مأتَمًا وعويلا
لقد أمرنا الإسلام إلى التحلي بالأخلاق الحميدة، والالتزام بها، فرسولنا الكريم هو قدوة للأمة الإسلامية جمعاء في الأخلاق الحسنة، فالأخلاق هي التي تقرب الإنسان إلى الله، وتجعله في منزلة أفضل، ويرحمه ويغفر له، حيث يقول النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ مِن أحبِّكُم إليَّ، وأقربِكُم منِّي مَجلسًا يومَ القِيامةِ؛ أحسنُكُم أخلاقًا). وهذا يدل على أهمية الأخلاق والتأكيد على قيمة الأخلاق، فالأخلاق هي صفة من الصفات الأساسية التي يتميز بها الأنبياء والرسل والتابعين، وعلينا اتباعها من بعدهم، فقد وصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق ونشر قيم الحب والخير والتعاون في المجتمع،
وقال عليه الصلاة والسلام: ” المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”.
الأخلاق ليست فطرية تولد مع الأطفال كما يعتقد الكثيرون منا ولكنها مكتسبة من المجتمع، فتربية الأطفال على الأخلاق الحسنة يقع على عاتق الأسرة، فهي التي تساعد في تربية الطفل وتنشئته منذ نعومة أظافره على أفضل الأخلاق، وتهذيب أخلاقه وتعديل سلوكه، فالأسرة إما أن تؤدي إلى خلق فرد يتحلى بالأخلاق الحسنة التي ينتفع بها وينفع المجتمع، أو فرد ذو أخلاق سيئة يضر نفسه ويضر المجتمع، فعلى كل أسرة الانتباه لأطفالها وغرس في نفوسهم الأخلاق الحميدة التي دعانا إليها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.