موضوع تعبير عن الحياء
إن أصل كلمة الحياء هو الحياة، وإذا استحى أحد من شيء دل ذلك أنه من قوة نبض الحياة في قلبه استحى فعل ذلك الشيء، ومن هنا نجد أن معنى الحياء انقباض النفس وتماسكها وتجلدها أمام الرذيلة فلا تهين نفسها أمام الناس عامة، وأمام الإنسان بذاته خاصة، وأمام الله أولا وآخراً. ولأجل هذا يمكن القول أن الحياء عاطفة حية مزروعة في داخل الإنسان، أرضها القبل، ونتاجها الأخلاق الحليمة والتصرفات السليمة… هي عاطفة متسمة بالنفس البشرية …هي عاطفة تحيي القلب بعد أن وافته المنية … هي عاطفة تمحي من قاموس الحياة الدنيوية كل الكلمات اللاأخلاقية منها الغش والمعصية، الخطيئة والرذيلة، السرقة والزنا، الخيانة والخديعة وتجعلها تهفو وتهتف بأعلى صوتها لتقول: لا بل أنا أرقى من هذا وأدهى من أن أقع في حبال الشياطين وأنقاد للشهوات.
إنّ الحياء خاصية من الخصائص التي أوجدها الله في الإنسان وجعله مفطوراً عليه ليبتعد بذلك عن الذنوب والمعاصي والشهوات؛ فهو خلق يبعث صاحبه على فعل الخير واجتناب القبيح، ويعدّ من الأخلاق الرفيعة التي أمر الإسلام بها وأقرّها ورغّب فيها. الحياء ثمرة الإيمان الحياء من صفات النفس المحمودة، وهو من خلق الكرام، وسمة أهل المرؤة والفضل وقد قيل فيه “من كساه الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه”.
إن حقيقة الحياء تكمن في أنه خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام؛ كما في الحديث: “إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء”. فالحياء دليل على الخير، وهو المخُبْر عن السلامة، والمجير من الذم.
وقد حث الاسلام على خلق الحياء والحياء شعبة من شعب الايمان والحياء له انواع ثلاثة//
- حياء من الله بترك ما نهى عنه وفعل ما امر به
- حياء من النفس بعدم ما تراه النفس غير لائق
- حياء من الناس يمنع صاحبه عن فعل ما يلومه عليه الناس
وللحياء ثمرات وفضائل كبيرة تعود على صاحبها ومن ذلك:
- هجرة المعصية والتقرّب من الله بالإقبال على الطاعات والعبادات.
- من استحى من الله ستره في الدنيا والآخره ويبعده عن كلّ ما يذمّه.
- أنه من الإيمان ومن صفات المتقين الأبرار ومن العفة والوفاء.
- يكسب صاحب الوقار فلا يفعل إلا الخير ولا يؤذي غيره ويمتنع به عن الفواحش.
- يجعل صاحبه يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر وبذلك الأجر الكبير والفضل العظيم له وللأمة.
- نيل محبة الله ومحبة العباد وويكسب صاحبه التواضع والسكينة.
- رؤية العبد نعم الله عليه وعلو الهمة وشرف النفس.
- صيانة العرض والتسامح بين الناس والتحلّي بمكارم الأخلاق.
- سراج منيع وحصن حصين من الوقوع في المعاصي والمنكرات.
حيث أنه توجد وسائل معينة على اكتساب الحياء والتحلي به وسنذكرها رؤوس أقلام كالتالي//
- الدعاء.
- مراقبة الله تعالى في السر والعلن.
- المجاهدة.
- المحاسبة.
- التفكر بمعرفة الله عز وجل.
- معرفة أهمية الخلق في الإسلام والتفكر في الآثار المترتبة عليها.
- النظر في عواقب التخلي عن الحياء.
- الحذر من اليأس من إصلاح النفس.
- مداومة القراءة في فضائل الحياء, وما يُرغب فيه.
- مخالطة الصالحين، والتخلق بأخلاقهم.
- مطالعة سير الصالحين من القدوات الكبار.
- الصبر.
- العفة.
- نماءُ العقل وسمو الأهداف والأفكار.
وفي ختام موضوعنا نؤكد على أهمية هذه الصفة التي يجب على الانسان ان يتحلى بها، والتي توفر له المكانة المرموقة في المجتمع والتي تعمل على تبني الفرد مجموعة كبيرة من الأخلاق والصفات الحميدة التي تجذب أفراد المجتمع له، والتي تعمل على تحسن العلاقة بين أفراد المجتمع.