موضوع تعبير عن الجنود المرابطين
الجنودُ المرابطين البواسل هم حُماة الوطن، ودرعُه الحامي من الأعداء، وهم السدّ المنيع الذي يقي الوطن من ضربات الأعداء وهجمات الخائنين، فالوطن دون جنودِه مثل وردةٍ في مهبّ الريح، ليس لها نصيرٌ أو مُدافع، لأنّ الجنود البواسل هم رأس مال الوطن الذي يرى بهم نفسه ويُباهي بهم كلّ الدنيا، ويفتخر بوجودهم لأنّهم في طليعة المدافعين عنه، فهم الذين يبذلون أرواحهم رخيصة لأجله، وهم الأمن والأمان والسور الحامي للراية والذين يسهرون ليلًا ونهارًا لصدّ المعتدين في أيّ وقت.
فالمهمة التي يحملها الجنود ليس سهلة علي الإطلاق، حيث يمر الجنود بالعديد من المراحل الأساسية قل أن يصل إلي مرتبة جندي مقاتل من خلال الفحص الطبي المبدئي، والتأكيد من سلامة القدرات العقلية، والجسدية للمجند، ومن ثم يتم تحويلها إلي التدريبات البدنية المكثفة ليحول جسد الجندي إلي ألة حرب قوية، من خلال التدريب علي كافة المهارات القتالية، والظروف الحربية المختلفة سواء في الجبال أو المدن، او المناطق المفتوحة، وكيفية التعامل مع الأسلحة المختلفة، ووضع الخطط العسكرية، والتدريب علي المناهج العسكرية في وضع الخطط، ومراقبة الطقس، والتعامل مع الخرائط العسكرية، والتعامل مع الظروف الصعبة في حال كان الجندي في معزل عن المسكر، وكيف التعايش مع الطبيعية من أجل البقاء علي قيد الحياة.
الأمر يتطلب الكثير من العمل من اجل إن يصل الجندي إلي المهام التي يستطيع إنجازها، وبعد الانتهاء من التدريب يتم توزيع الجنود المرابطين في المناطق التي تحتاج إلي حماية، أو من أجل المشاركة في الحروب، والقتال من أجل مساعدة الآخرين، فقد كان الجنود في الماضي هم السبيل من أجل نشر الإسلام حتى وصل إلي الأندلس، وما بعدها، والذي كان الثمن في نشره هو الدماء واللحم من أجساد الجنود، فالجندي هو السلاح الأهم في الحروب، والقتال المباشر الذي نتعد من خلال من حماية الحدود.
وقد أوصى الدين الإسلامي بالإحسان إلى الجار، وهؤلاء المرابطون هم من مجتمعنا وجيران لنا في أحيائنا وأبناؤهم في مدارسنا، ولهذا يجب على المسلم لجاره ما لا يجب على الإنسان البعيد منه في الدار، وحق الجار عظيم قال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء:36] إلى قوله: ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾، وقال عليه الصلاة والسلام: ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ” فيعامل أبناء وذوو الجنود المرابطين بحسن الخلق وبشاشة الوجه ورحابة الصدر وحُسن المنطق والتلطُّف والسؤال عن حالهم، حتى كأنك أبٌ لصغيرهم وأخٌ لمن يساويك وابنٌ لمن كان أكبر منك فأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً.
إن العناية بالمرابطين وبما خلفوه من مال أو عيال هو من الأعمال الخيرة التي رتب عليها الشرع الحنيف الأجر والثواب بل وعظم الأجر في ذلك بأن من أخلف الغازي في أهله بخير فإن له مثل أجره لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، فعن أبي عبد الرحمن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مَن خَلَفَ غازياً في سبيل الله بخيرٍ فقَدْ غزا “. رواه البخاري ومسلم.
وختام كلامنا الذي لا ينتهي عنهم أقول لهم:
“جنودنا البواسل؛ هنيئاً لكم.. أن اختاركم الله مرابطين وحماة لثغور المسلمين من مطامع الطامعين ومكائد الحاقدين، الذين يخططون لغزو بلاد الحرمين وقبلة المسلمين. هنيئاً لكم هذا الرباط؛ لتحصلون على عظيم الأجر وجزيل الثواب.
قال صلى الله عليه وسلم: ” رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ” متفق عليه، فهنيئاً لكم هذا الفضل العظيم.
جنودنا البواسل نحن جميعاً فخورون بكم وقلوبنا معكم، حفظكم الله وسدد خطاكم”.