موضوع تعبير عن الريف

يعتبر الريف رمزاً للسكون والحياة الهادئة الجميلة التي تتعمق فيها مظاهر الطبيعة الخلابة والمروج الخضراء، فالريف يعني امتداد الأشجار والمزروعات التي لم تشوهها مظاهر التطور الحديثة التي قضت على مظاهر الطبيعة الجميلة، لذلك يمثل أصل الجمال والخضرة والمياه، ففيه تتجلى كل مظاهر الحياة البدائية التي كان يعيش عليها أجدادنا من زراعة مختلف أصناف الخضراوات والفواكه، وتربية للمواشي بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى تدجين الطيور للاستفادة من بيضها وريشها، فقد كان الإنسان الريفي يعتمد على نفسه في كل شيء، وكان يأكل من الطبيعة بشكلٍ مباشر، ولهذا كان الحياة أجمل وأكثر بساطة.

من أجمل الأشياء التي تعتبر ميزةً في الريف أن فيه الكثير من البساطة، فالحياة في الريف خالية من أي تعقيد، بل إنها تبدأ مع صياح الديك في الصباح الباكر، لينطلق الريفي إلى عمله في المزارع والمراعي دون أي يفكر في أي همٍ أو غم، لأنه يمضي موقناً برزق الله تعالى ومعتمداً عليه فقط، فهو لا يعمل أجيراً في مصنع أو شركة كي يدقق عليه الآخرون، وإنما يعمل في أرضه ويرعى مواشيه ويحافظ عليها بنفسه، وهذا يعطي الإنسان الريفي ثقة أكبر بنفسه لأنه يعرف تماماً أنه شخص منتج يعتمد أهل المدينة على ما ينتجه من خضراوات وفواكه وألبان وأجبان وغير ذلك.

باختصار، أعتقد أن العيش في الريف قد يكون له الكثير من المزايا مثل الهواء النقي والمناظر الطبيعية المذهلة والراحة، ولكن الكثير من الناس يقررون البقاء في المدينة، وذلك بسبب حقيقة أن الحياة في المدينة أسهل، وسهولة الوصول إلى المتاجر وغيرها من المؤسسات متاحة في أي وقت، حيث أن سكان المدينة لديهم قدرة أكبر من الحصول على الرعاية الصحية، فعندما يصاب الشخص بالمرض، يكون هناك حكومة جيدة ومستشفى خاص في المدينة للحصول على العلاج، أيضا، يمكن للأطفال الذين يعيشون في المدينة الحصول على تعليم جيد، لأن هناك مدارس أفضل في المدينة مما في الريف، وكذلك المكتبات .

إلى جانب ذلك، يمكن للناس في المدينة أن يعيشوا حياة مريحة وممتعة، وأن يحصلوا على المزيد من الأحداث الاجتماعية والثقافية، فهناك الكثير من المرافق والبنية التحتية اللازمة، مثل دور السينما، والفنادق، والنوادي، والكهرباء، والمياه الجارية، ووسائل النقل الخ، وعلاوة على ذلك، فإن سكان المدن لديهم المزيد من فرص العمل وإمكانيات كسب المال، فضلا عن فرص التقدم في حياتهم، على الرغم من كل هذه المميزات في المدينة، إلا أن حياة القرية أفضل من حياة المدينة، ففي الريف يجعل الاتصال الوثيق مع الطبيعة الإنسان أقرب إلى الله، أما في المدن، فالناس تغلب عليهم الأنانية والمادية، والجشع وحب المال .

وبالنهاية نتحدث بشكل موجز عن أهمية الريف في حياة أهل الحضر:

إن الريف له أهمية كبيرة في حياة أهل الحضر، فالجميع يعرف أهميته الغذائية لأنه المصدر في توصيل جميع الخضروات والفاكهة الطازجة إلى أهل الحضر، ولكن الأهمية الأخرى هي أن يستمد أهل الحضر من أهل الريف كيفية التمتع بالحياة، الوصول إلى ما يحلمون بهم بخطوات رائعة.

فأهل الريف أشخاص رائعون في كل شيئاً يقومون بفعله، لأنهم يستمتعون بكل لحظة يعيشونها فلم يشاهدون كل هذا الصخب والفوضى التي توجد في المدن التي تمتلئ بالسكان ووسائل المواصلات، ولهذا فنجد أن جميع المشاهير الآن ينتمون إلى ريف مصري أصيل، لأن الوقت بالنسبة لهم وسيلة للوصول إلى ما يريدون تحقيقه في حياتهم، ونجدهم يصلون لهذا بسبب تقربهم من الله. فيحافظون أهل الريف على عاداتهم وتقاليدهم مهما تغيرت معيشتهم للأفضل، لأنهم لا ينسون التعاليم الدينية التي كان الجد والجدة والأباء يعلمونهم أن الصلاة لا يمكن أن ينفطع عنها شخصا إلا وعاقبه الله على الفور، ونجد أن القرآن لا يمكن تركه من أيديهم، ولهذا فحياة أهل الريف منظمة، ومرتبة على عكس حياة أهل الحضر.