موضوع تعبير عن أطفال الشوارع
أطفال الشوارع هم الأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد أي دون سن البلوغ أو أقل من ثمانية عشرة عاماً، والذين يعيشون ويجوبون في الشوارع، بما في ذلك الأماكن المهجورة والأراضي البور، والخرابات، وغيرها، كما يعرف بأن هؤلاء الأطفال لا يتمتعون بالحماية الكافية ولا الإشراف عليهم، أو توجيههم من قبل أشخاص بالغين مسؤولين، فهم يمكثون في الشوارع معظم أوقاتهم ، مما يدفع بعض الأشخاص إلى استغلالهم، وإرسالهم للشوارع بهدف تشغيلهم والمتاجرة بهم، وتعتبر مشكلة أطفال الشوارع من أكثر انتهاكات حقوق الطفل، وواحدة من أكبر المشكلات الاجتماعية التي تواجه أي مجتمع يسعى للتطور والنمو، فظاهرة أطفال الشوارع تبرز بشكل خطير جداً، تُلوّث المشهد الحضاري، وتقلب كل موازين الإنسانية رأساً على عقب، وهذا المشهد البائس يتمثل في رؤيتهم وهم يجوبون الشوارع دون أي معين أو كفيل، ويفتقدون لأجواء الأسرة والاهتمام والرعاية، فهذه الظاهرة تعتبر من الظواهر المنتشرة في الوقت الحاضر، خصوصاً في دول العالم الثالث، حيث الفقر والجوع والحروب.
وقد قُدّر عدد الأطفال المشردين في الشوارع بما يقارب 100 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 15-18 سنة، ومعظم هؤلاء الأطفال يعيشون ويعملون في الشارع، أو يعيشون في بيوت ولكنهم مجبرون على الخروج للشوارع للإسهام في دخل العائلة القليل بأي طريقة ممكنة، إما من خلال تنظيف الأحذية أو بيع الصحف أو نقل القمامة أو التسول أو الانخراط في البغاء، كما وأنه يطلق على البقية بأنهم أطفال شوارع يعيشون ويعملون في شوارع المدينة ويحافظون على علاقات قليلة أو معدومة مع عائلاتهم.
يوجد الكثير من الأسباب التي أدت إلى انتشار أطفال الشوارع، والتي يعتبر أهمها:
- الفقر: وهو السبب الرئيسي الذي يجعل العائلة ترسل أبناءها للعمل في الشارع وللتسول وبيع السلع الهامشية، وبالتالي تعرض حياتهم للخطر والانحراف.
- عدم اكتراث الحكومة لمتوسط دخل الفرد وإهمال بناء دور الرعاية الخاصة بالأطفال.
- الأوضاع الأسرية: حيث تؤدي الظروف الأسرية السيئة إلى انتشار ظاهرة أطفال الشوارع، ومن أهم الأسباب الأسرية: التفكك الأسري إما بوقوع الطلاق، أو وفاة أحد الوالدين، ازدياد عدد أفراد الأسرة بحيث يعجز الوالدين عن توجيه الأبناء وتربيتهم، الخلافات والمشاكل المستمرة بين الوالدين، انهيار الأسرة، الهروب من المنزل بسبب العنف أو الإدمان على الكحول والمخدرات.
- العوامل المجتمعية: كالتسرب من المدارس، وضعف قوانين التعلم الإلزامي.
- عدم وجود أندية أو مراكز يلجأ إليها الطفل.
- الحروب أو الكوارث الطبيعية.
- الانهيار الاجتماعي – الاقتصادي.
ينقسم أطفال الشوارع إلى عدة أقسام وهي:
- قاطنون بالشارع: وهذا النوع من الأطفال الذين يقضون حياتهم في الشوارع، سواء في المباني المهجورة أو في الحدائق العامة وغيرها من الأماكن، وهم يفتقدون لعائلاتهم وأسرهم.
- عاملون في الشوارع: حيث يمكثون فترات طويلة من النهار في الشارع، وذلك للحصول على الأموال بوسائل مختلفة، وفي نهاية النهار يعودون إلى منازلهم.
- أسر الشوارع: وهذا النوع مختلف تماماً عن غيره؛ لأنّ أطفال الشوارع يعيشون مع كامل أسرهم في الشوارع. وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول أحبتي، الأطفال أمانةٌ في أعناقنا جميعاً، وتربيتهم ورعايتهم هي حقٌ لهم وواجبٌ على الجميع، لأن الطفل الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى لنا، من حقه أن يعيش طفولته على أكمل وجه، وأن يتلقى تعليمه حتى النهاية، وأن يعيش وسط نظامٍ أسريٍ مترابط، كي نربي جيلاً واعياً، لا يحمل في قلبه الحقد والضغينة لأي أحد، وكي نحميه من نار التشرّد والضياع.