موضوع تعبير عن آداب الحوار كامل
الحوار هو نِقاش بين طرفين، أو عدة أطراف، ويَهدف إلى الوصول إلى حقيقة، أو من أجْل إقامة الحُجَّة على أحد الطرفين، وقد يُستخدَم الحوار لدفْع شُبهة ما، أو تُهمة وغيره.
ولأن الحاجة إلى الحوار ضرورية وملحة في الدعوة الإسلامية فقد رسم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أروع الأخلاق في الحوار وأحسنها، بل وأسماها وأنبلها؛ لأنها مطلب إلهي أوصى الله به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كثير من الآيات القرآنية العظيمة، والتي من بينها قوله تعالى: ( وجادلهم بالتي هي أحسن )
و لقد اهتم الإسلام بالحوار اهتماماً كبيراً، وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بفطرتها إلى الحوار ، أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان : ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) بل إن صفة الحوار ، أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ) .
وللحوار آداب يجب علينا مراعاتها وهي:
- حسن المقصد، وإخلاص النية لله ـ تعالى ـ وهي لب الأمر وأساسه، ويجب أن يكون الهدف من الحوار الوصول للحقيقة وليس إثبات وجهة نظر معينة، وينبغي أن يتقبل الشخص وجهات النظر المختلفة وأن رأيه يحتمل الصواب والخطأ، وامتلاك حسن النية والابتعاد عن التعصُّب للفكرة التي يدعو إليها؛ لأنَّ هذا المحاور إن كان معه الحقُّ، فلا بد أن يوصِّله إلى الآخرين بعيدًا عن الأهواء الشخصيَّة، وإنما هدفه يكون نشْر الحقِّ.
- التواضع، من تواضع لله رفعه وهكذا ينبغي على الناس أن يتحلون بالتواضع بالقول والفعل بعيداً عن الكبرياء والغرور، وألا يبادل الآخرين بنظرة السخرية والاستخفاف بما يقوله، فقد قال النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الكبر بَطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس)).
- الإصغاء وحُسن الاستماع، نادرون هم الأشخاص الذين يتحلون بميزة الإصغاء، فالكثير يمتلك القدرة على الحديث والثرثرة المبالغ فيها دون إعطاء فرصة للطرف الآخر بالحديث أو عرض رأيه، غير مدركين لحقيقة خلق الله للإنسان بلسان واحد وأذنين اثنتين.
- استخدام الألفاظ الحَسَنة، مع البُعد عن جرْح الآخرين بمجرَّد طرْح فكرة تُعارض فكرته.
- احترام الطرف الأخر، ينبغي للحوار أن يقوم على الاحترام المتبادل والهدف النهائي للحوار الوصول للرأي الصحيح، الذي يحقق جميع المصالح ويجب أن يقوم على الحجة والأدلة والبراهين، البُعد عن التناقُض في الردِّ على أقوال الآخر، والثبات على مَبْدأ ونقطة الحوار، وعدم استفزاز وازدراء الغير.
- فهم نفسية الطرف الآخر، ومعرفة مستواه العلمي، وقدراته الفكرية سواء كان فردا أو مجموعة؛ ليخاطبهم بحسب ما يفهمون.
- الإنصاف، يعتبر التراجع عن فكرة أو رأي معين لإنصاف الحق من الأمور التي تزيد من احترام الآخرين لك، فهي لا تنقص منك شيئاً فالاعتراف بالخطأ فضيلة، فهذا التصرف ينم عن القوة وأنك إنسان واثق من أفعاله، وأن هدفك سامٍ وليس مجرد إثبات وجهات نظر.
- البعد عن اللجج، ورفع الصوت، والفحش في الكلام، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (ليس المؤمن باللعان ولا بالطعان ولا الفاحش ولا البذيء).