موضوع تعبير عن اختيار الصديق
قديماً قالوا:” قل لي من صديقك، أقل لك من أنت ” وأيضاً قيل: “المرء على دين خليله”.
الصداقة كلمة من سبع حروف، ولكنها تحوي في طياتها معاني عظيمة، فالصداقة لها أهمية كبيرة جداً عند الكثير، فهي الشعور المتبادل بالخير والحب بين الأفراد، يمكن أن تكون الصداقة بين شخصين فقط أو أكثر، فهي انسجام كامل في المشاعر والأحاسيس، وهي بالغة الأهميّة في استقرار الفرد وتطوّر المجتمع، فالعبرة ليست في عدد الأصدقاء، وإنما في أخلاقهم وتربيتهم وقدرتهم على الوفاء والإخلاص، فأحيانا يوجد صديق واحد يغني عن الكثير من الأفراد ويستطيع أن يشعر صديقه بالأمان والحب والشعور السعيد.
فالصّداقة قيمة إنسانيّة، وأخلاقيّة، ودينيّة عظيمة، وسامية المعاني والجمال، وكبيرة الشّأن، فبها تسمو الحياة وترتقي، والصّديق هو من صدّقك، وكان عدوّ عدوّك. فالصديق المخلص كنزٌ ثمين، خصوصاً إذا كان الصديق حقيقياً وجامعاً لمكارم الأخلاق ومحباً لصديقة ووفياً له، لذلك فإن اختيار الصديق الصدوق من أكثر الأشياء التي يجب على المرء التريث فيها، ويجب اختيار الصديق الذي يستر على سيئات صديقه وينشر خيره، والذي يؤدي أمانة الصداقة على أكمل وجه، وما إلى ذلك من واجبات مفروضة على الصديق، كما يجب أن يكون هذا الاختيار مبنياً على أساس الأخلاق والفعل الطيب، لأن المرء على دين خليله، والصاحب يؤثر بشكلٍ كبيرٍ على أخلاق صاحبه، فإما أن يجره للخير وإما أن يجره للشر، لذلك علينا أن نحسن اختيار الصديق.، فعند اختيار الصديق يجب أن يراعي الشخص انتقاء صديق نقي وطيب، لا يوجد فيه الخبث ولا اللؤم ولا يعرف الكذب والتلوّن والخداع، ولا يميل مع المصالح، وأن يكون إنساناً صالحاً، فكما يقولون دائماً أنك عندما تختار أصدقاءك فإنك في الواقع تختار صفاً من المصلين خلف جنازتك، وتختار أشخاصاً يدعون لك بالخير في حياتك ومماتك، وأشخاصٌ يدافعون عنك في غيابك وينصرونك على أعدائك، فيقال في الأمثال: ” الصّديق والرّفيق قبل الطريق “.
ولمن يريد صناعة علاقة صداقة صحيحة ومتينة أن يتبع النصائح التالية والتي تساعده على حسن اختيار الصديق:
- امتحن من تريد أن يكون صديقك، فالمواقف هي التي تحدد قدرة الصديق على الوقوف بجانب صديقه عند الحاجة، فمن لا تجده في وقت ضيقك ومحنتك، لن تكون صداقته متينة وقوية، كما أنّه لا يستحق أن تؤمّنه على حياتك وأسرارك، ولا حاجة لصداقته فالشاعر يقول: صديقي من يقاسمني همومي ويرمي بالعداوة من رماني ويحفظني إذا ما غبت عنـه وأرجـوه لنائبـة الزّمـان.
- جالس الناس من حولك وخالطهم، فذلك يساعدك على معرفة طباعهم، وتصرفاتهم في مختلف الظروف، فمثلاً بعض الناس عند الغضب يفقدون السيطرة على أنفسهم وهؤلاء تكون صداقتهم مزعجة.
- يجب عليك مراعاة المستوى الأخلاقي والعلمي أثناء اختيار الصديق.
- تمهل في اختيارك، لا بد أن تكون عمليّة اختيار الصديق منطقية وغير متسرّعة، فالصديق يدخل في كل تفاصيل الحياة بما فيها البيوت، فعليك اختيار من تكون أخلاقه حسنة وعاداته تشبه عاداتك.
- اختر من تكون اهتماماته تتماشى مع اهتماماتك، فالصداقة الناجحة تحتاج لأن يكون هناك تواصل مستمر بين الصديقين وإلا فترت علاقتهما.