موضوع تعبير عن شح المياه في الأردن
شُحّ المياه مشكلة يعاني منها الكثير في جميع أنحاء العالم فهي حالة الموارد المائية في العالم، وارتباطها بالطلب البشري عليها، حيث إنّ ندرةَ الماء وشحّه يُنظر إليها على أنّها عدمُ وجود ما يكفي من الماء لتلبية الطلب عليها، ومن أبرز أعراضها الواضحة معاناةُ النّظام البيئي، وتدهوره بشكل كبير، والانخفاض الحادّ في نسبة المياه الجوفية، إضافةً إلى عدم المساواة والعدل في التوزيع المائي.
نلفت انتباهكم بأن مدناً عربية بحالها تعيش معاناة شبه دائمة مع المياه. البعض لا ينعم بإمداد مائي وقتما أراد، والبعض الآخر ينتظر قدوم الماء ولو مرة واحدة في الأسبوع. هذا هو حال بعض سكان الأردن والذين يحرصون على تخزين ما يكفيهم من المياه للأسبوع القادم فهو أمر قد يصعب التكيف معه. وبحسب خبراء فإن المياه المتوفرة في الأردن لا تكفي مليوني شخص بينما تعدى سكان الأردن الستة ملايين فضلاً عن أعداد المهاجرين قسراً من سوريا.
الأردن تعاني من مشكلة شح المياه بالرغم من أن هناك العديد من مصادر المياه في الأردن؛ كمياه الأمطار، والمياه الجوفيّة، والمياه السطحيّة، ومصادر أخرى؛ كتلك المياه الناتجة عن الصرف الصحي، والمياه التي يتم تحليتها، وتهيئتها للاستخدام في أغراض محددة، وبالرغم من ذلك يعتبر الأردن واحداً من أكثر الدول التي تعاني من شُحِّ المياه، حيث يؤثّر ذلك سلباً على كافة مناحي الحياة في البلاد، وعلى القطاعات الهامّة التي تمسُّ حياة المواطنين بشكل رئيسي، ومباشر؛ خاصة وأنَ المياه تُعتبر عنصراً رئيسيّاً وهامّاً، لا يمكن الاستغناء عنه سواءً في المنازل، أو في الزراعة، أو في الصناعة. وتسهم العديد من العوامل في تدنِّي حِصَّة الفرد السنويّة من المياه في الأردن، والتي تُقدَّر بما يقل عن مئة وخمسين متراً مكعباً تقريباً، والسبب الرئيسي لهذه المشكلة هي الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتحويله لمجرى نهر الأردن واستغلاله على مدى سنوات طويلة لمصادر المياه المشتركة بين دول المنطقة واضطرار الأردن لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين فضلا عن الهجرات الطارئة التي حلت به بعد حربي الخليج الثانية والثالثة، هذا وهناك أسباب أخرى؛ بعضها قد تنتج عن أسباب طبيعيّة خارجة عن تدخّل الإنسان؛ كاختلاف مستوى الأمطار، وبعضها تنتج عن أفعال بشريّة، ولعلَ أبرز هذه الأسباب ازدياد الضغط على المياه أي الاستهلاك الزائد للمياه وفيه يؤدي استهلاك الناس للمياه بكثرة نتيجة لازدياد أعداد السكان بمعدلات كبيرة، التوسع الكبير في الأنشطة الاقتصاديّة المختلفة التي تحتاج إلى كميّات كبيرة من المياه، تلوث المياه وهي إحدى المشاكل الخطيرة التي تسبّب تدمير معظم مصادر المياه العذبة.
وهناك العديد من الحلول الفعالة والتي بدأ العمل فيها في الأردن، أهمها الاقتصاد في استهلاك المياه، وتقنين استخدامها على مستوى الفرد وهو متبع في الأردن منذ فترة طويلة، وقد بدأ المواطنون يتعايشون معه، فليس هناك خيار، ولكن كما يقول الخبراء مصادر المياه في اضمحلال وعدد السكان في ارتفاع ، فلن يجدي ترشيد استهلاك المياه كحل وحيد، كما تفكر الحكومة الأردنية بنقل مياه حوض الديسي، وهو حوض مياه على الحدود الأردنية السعودية وملكية مخزونه من المياه مشتركة بين الأردن والسعودية، إلى عمان.