موضوع تعبير عن شجرة النخيل
شجرة النخيل هي بدون شك أقدم شجرة زرعها الإنسان منذ سالف العصر والزمان، وقد كرمها الله عز وجل بأن تردد ذكرها بكثرة في جميع الكتب السماوية، وفي القرآن الكريم تم ذكرها 21 مرة وقد قال تعالى: “وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا”، وفي الحديث الشريف ذكرت في أكثر من 300 حديث نبوي وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ” أكرموا عمّتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه سيدنا آدم عليه السلام”، وتنتشر هذه الشجرة في بقاع الأرض المختلفة، إلا أن الوطن العربي هو الأكثر احتضانا لها، حيث أنه يضم نسبته 90% من أشجار النخيل الموجودة في العالم ومعظمها في الجزيرة العربية.
شجرة النخيل من الأشجار المعمرة والأشجار الطويلة، والتي تتميّز بساق طويلة وغليظة وقد يصل طولها لثلاثين متراً، ويكثر زراعتها في العديد من الدول كالعراق، وشبه الجزيرة العربية، والبحرين، والمغرب العربي، ويزين هذه الشجرة أوراق ريشية ذات حجم كبير وتسرّ الناظرين إليها، كما أنه من المعروف أن شجرة النخيل تطرح ثمارها في منتصف فصل الصيف، بالإضافة إلى وجود بعض الأنواع التي تنضج قبل هذه المدة، كما يمكن أن يتأخر موعد نضجها عن منتصف فصل الصيف، ويعود ذلك إلى نوع النخلة والمكان المزروعة فيه.
فشجر النخيل نوعان وهما النخيل الذكري والنخيل الأنثوي، وكل من هذين النوعين ينتج العراجين، ويجب أن تنقل العراجين الذكرية إلى العراجين الأنثوية، لإتمام عملية التلقيح، بعد حدوث انشقاق الإغريض الذي يحتوي على العراجين الأنثوية، ونموها لكي تطرح ثمار من البلح الأخضر، والذي يتمّ تحوله إلى اللون الأصفر أو الأحمر، ويبقى معلقاً بما يسمّى بالشماريخ لحين نضجه وقطفه.
للنخلة فوائد غذائية عظيمة تعود على الإنسان، فثمارها بمثابة وجبة كاملة، وذلك لأنها تحتوي على جميع العناصر والفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم، كالسكريات، والبروتين، وأملاح البوتاسيوم وغيرها الكثير، وهي من أنواع الأغذية التي يمكن حفظها وتخزينها بيسر، ولا تتطلب ظروفا صعبة للتخزين، تعد شجرة النخيل من أكثر الأشجار حماية وفائدة للبيئة، وذلك لأن الإنسان يتمكن من الحصول على الفائدة من المخلفات الناتجة عنها، فالثمار الناتجة منها يتم استعمالها في ألياف الحبال، بالإضافة إلى استخدامها كمادة لحشي الأثاث المختلف، ويتم استغلال أوراقها في صناعة القبعات ذات الطابع الشعبي، وتصنع السلال والأوعية الخاصة بتعبئة الفواكه والخضروات من جريدها، كما يتم استعمال شجر النخيل في الكثير من الدول سواء العربية أو الأجنبية، في تزيين شوارع المدن المختلفة، بالإضافة إلى الفوائد العلاجية للإنسان كاستعمال ثمار النخيل في علاج الكثير من الأمراض التي يصاب بها الإنسان، كعلاج حالات الإمساك الحاد، والبواسير والقولون، ويساعد في تنظيم نسب السكر في الدم، والوقاية من الأمراض السرطانية المختلفة، وفي كثير من الحالات يساعد في علاج الحساسية التي يصاب بها الجلد وغيرها من الفوائد والعلاجات.
تدخل في العديد من الاستخدامات، حيث يستخدم الخشب الناتج عن جذعِها في النجارة والبناء، كما يستخدمُ لغرضِ التدفئة في فصل الشتاء كحطب للوقود، وكذلك كسمادٍ للنباتات والأشجار. يستخدم خشبها في صناعة الكرتون والورق. تستخدم أزهار هذه الشجرة في صناعة ماء اللقاح الذي يدخلُ في العديد من الاستخدامات، ويشيع استخدامه في دول الخليج العربي.