موضوع تعبير عن ضياع الوقت واهداره
الوقت من أثمن الأشياء في حياتنا فجميعنا يسمع بالمقولة المشهورة والتي تعبر عن أهمية الوقت “الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك” فالله سبحانه أقسم بالوقت في كتابه الكريم وقال تعالى: ” والعصر، إن الإنسان لفي خسر.” وقال تعالى: “والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى.” ولا يقسم العظيم إلا بعظيم، فالوقت عند المسلمين نعمةٌ عظيمة، فيه تُؤدّى العبادات كلّها، وترتبط فيه ارتباطًا عميقًا، فنجد أنّ لكلِّ عبادةٍ شرعها الله عزّ وجلّ وقتًا مُحدّدًا تؤدّى فيه، ولا يصحّ لنا تغييره أو تقديمه وتأخيره، فالصّلاةُ على وقتها خمس مرات في اليوم والليلة، والصّيام في شهر رمضان، والحجُّ في موسمه من كلّ عام، وكذلك باقي العبادات، وهذا يدلّ على القيمة العليا للوقت، والحرص على إدارته واستثماره بالشكل الصّحيح، الوقت أغلى ما يملك الإنسان أن الوقت أغلى النعم التي منحها الله تعالى للإنسان ورغم ذلك نهمل كثيرا في استخدامه بفاعلية وكفاءة.
أما عن مشكلة ضياع الوقت وإهداره فلقد نشأت هذه المشكلة عن انعدام الهدف في الحياة، وعن الفراغ الفكري الناتج عن انعدام التصور الصحيح لهذه الحياة، وعدم معرفة سبب وجودنا فيها ومهمتنا الموكلة إلينا في هذا الوجود ومصيرنا ومصير الكون، والغاية من هذا التنظيم الرائع للكون ومن هذا الإبداع العجيب الدقيق المحكم للإنسان ولسائر الأحياء والكائنات.
فالإنسان يجب عليه أن ينظم وقته ويستغله وأولى الخطوات هي تحديد هدف للسعي من أجل تحقيقه، وأن يهتم بوقته ويعزز العمل بجد، وألا يؤجل الأعمال الواردة له في يومه وأن يقوم بعملها في حينها، فقال الحكماء في هذا الموضع من الحديث “لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد”.وعليه ملأ الوقت بالأعمال الجيّدة والإيجابية والتي تعود عليه بالمنفعة والخير مثل: أداء العبادات، وممارسة الرياضة، والقراءة، حيث إنّه لا يوجد أخطر على الناس خاصّة الشباب من الفراغ لأنّه يؤدّي إلى اتّباع الطرق الخاطئة، ويستغل الشيطان هذا الفراغ ويجرّ الإنسان إلى طريق الفساد والمعاصي ويزيّنها في عينه، ويصغّر من إثمها فيضيع الإنسان، وينغمس في الشهوات والضلالات، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحّة والفراغ” ، فاستغلال الوقت يمكن أن يكون بالمشاركة مع الأهل والأصدقاء في قراءة الكتب المفيدة، والمنافسة في المعلومات المتواجدة به.
فأحبائي- الإنسان سوف يُحاسب على كل لحظة من عمره ماذا عمل به؛ لذلك يجب المحافظة على هذا الوقت للفوز بالجنة عند الحساب، ولا ينفع الندم على ما فات من وقت، فكم من شيخٍ كبير يتمنّى لو يرجع به العمر ليستغل وقته فيما ينفعه، ولكن يجب عدم ترك المجال للشيطان بأن يدخل من مداخل أن الوقت قد فات ولا ينفع الندم، وإنّما كل لحظة يمكن البداية منها فلعل هذه اللحظة هي التي يبدأ فيها الإنسان تصويب أوضاعه هي المنقذة له.