موضوع تعبير عن صلة الرحم في الإسلام
الرحم هو مصطلح يشمل جميع الأقارب دون استثناء، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى رحم المرأة التي يخرج ويتفرع منها هؤلاء الأقارب، واستحب الإسلام في الفضل تقديم الأرحام على غيرهم لقوله تعالى: “وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى ببعض”.
وصلة الرحم: هي عدم مقاطعة الأقارب والأصهار، فالإنسان يستطيع أن يصل رحمه من خلال زيارته لهم، وتفقد أحوالهم، ودعمهم ماديّاً ومعنويّاً خاصّة في أوقات الأزمات، وأيضاً إن كانوا من الفقراء، كما يجب زيارة المرضى منهم، والتودّد إليهم، والاتصال معهم إن لم يستطيع الإنسان زيارتهم باستمرار، فالاتصال الهاتفي يعتبر صلة للرحم، والسؤال عن الأحوال وإعطاء الصدقات للرحم يعتبر صلة أيضاً، ومن الواجب ذكره أنّ الطريقة التي يصل بها الإنسان رحمه تتبع لما تعارف عليه الناس في المجتمع أو العائلة، وأن قطيعة الإنسان لرحمه ترجع أيضاً لما تعارف عليه الناس في المجتمع أو العائلة فمن أراد أن يصل رحمه فلن يعجزه إيجاد طريقة لذلك. وقد حث الدين الإسلامي على صلة الرحم وشدد بذلك، وجعل وصل صلة الرحم بحكم الوجوب، وقطيعتها محرمة، ومن الكبائر.
فصلة الرحم في الإسلام هي من الفروض التي يجب أن يلتزم بها كل مسلم ومسلمة، فهي من أكثر الأشياء التي أوصى بها الدين، فإذا قطع المسلم رحمه فإنه يكون قد ارتكب معصية سيعاقبه الله تعالى عليها ، فلعنة الله تحل على قاطع الرحم، وتحرمه من دخول الجنة، وتقطع عنه الرزق في الدنيا والآخرة، فصلة الأرحام هي الوصلة ما بين العبد وربه، فمن وصل رحمه وصله الله تعالى ومدّ في رزقه ورحمه.
فقد وصى الله تعالى في آياته الكريمة و في سنة نبيه بشكل دائم بوجوب صلة الرحم و ذكر ما يعود به على الإنسان من فضل، حيث يقول جلّ وعلا في محكم التنزيل: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}
وكثير منا يجهل فوائد صلة الرحم، فصلة الرحم تعمل على حفظ المودة والألفة بين أفراد العائلة الواحدة، وإذا ما تمّ حفظ العائلة الواحدة، تمّ حفظ المجتمع كله، فالمجتمع هو مجموعة من العائلات المترابطة فيما بينها بطريقة أو بأخرى. تساعد على إيجاد العون والمدد عندما يحتاج الإنسان إليه، فالعائلة تدافع عن أبنائها، وأفراد العائلة يتضامنون ويتكافلون، ويتعاونون فيما بينهم فيما فيه خيرهم جميعاً. ويرضى الله تعالى عن واصل الرحم، ويقطع القاطع، وكنتيجة لهذا الرضا يكسب الإنسان حسنات كثيرة جداً ،.تدل على حسن أخلاق الإنسان، ممّا يجعله من الأشخاص المقبولين اجتماعياً، وبالتالي فإنها تذيع صيته الحسن، وسمعته العطرة.
نرجو أن يجعلنا الله سبحانه وتعالى جميعاً ممّن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، ومن واصلي الرحم، ومجيبي دعوة الله ورسوله الذين يَمتثلون لعبادة الله، ولا يقطعون أرحامهم.