موضوع تعبير عن الوفاء والإخلاص
من أجمل الصفات التي يتحلى بها أي شخص الوفاء والإخلاص، وخاصة في زمننا الحاضر فقلما تجد أشخاص يتحلون بهذه الصفات الحميدة، فالشخص الوفي المخلص كنز يجب علينا المحافظة عليه، والتمسك به، لأن هذه الصفات لا يتصف بها إلا الرجال الحقيقيون، وقدوتنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، يضرب لنا أروع أمثلة في الإخلاص والوفاء، حتى أعداء الرسول شهدوا له بوفائه بالعهود حتى في الحروب كان يتمسك بالوفاء بالعهد، ومع زوجاته أيضاً.
قال تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ على خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
الوفاء والإخلاص يعني محافظة الشخص على أسرار وخصوصيات غيره، وعدم إفشائها مهما كانت الضغوطات كما يشمل تنفيذ الوصايا والاحتفاظ بها في حالات الحياة والموت، ويتضمن أيضاً الأمانة والصدق في التعامل مع الآخرين وعدم استغلال حاجاتهم ومشاكلهم، والتفاني من أجل قضية ما أو شيء ما بصدق خالص، والوفاء أصل الصدق، فمن فقد عنده الوفاء والإخلاص فقد انسلخ من إنسانيته، وقد جعل الله الوفاء والإخلاص قواماً لصلاح أمور الناس.
بالوفاء والإخلاص يخلق نوع من الثقة المتبادلة بين الناس وتزيد من التعاون في المجتمع الواحد وتقوى الروابط بين افراد المجتمع، ونشر المحبة والود، وتنجح العلاقات الاجتماعية بشكل كبير كالزواج، والصداقة، وتدوم فترات طويلة وتقوى على مر الزمان، لأنها خالية من المصلحة والنفاق والخبث والكذب، وقائمة على أنبل الصفات التي حثنا إليها الدين الإسلامي وهما الوفاء والإخلاص، الوفاء والإخلاص يساعد الفرد على اتقان عمله وبالتالي فإنه يستطيع كسب الكثير من المال وتحسين مستوى الدخل، ويعمل على تحقيق الرخاء في المجتمع، وتحقيق النهضة من خلال زيادة الأعمال وتحقيق إنتاج أكثر، فيعود على الفرد بالخير
إذا انعدم الوفاء والإخلاص من المجتمع، يبدأ بالانهيار، وانتشار الكراهية والحقد، وعدم الثقة، والأنانية، والغيرة، والتفكك الأسري، والاجتماعي، وتزيد من المشاكل والأزمات التي تعترض طريق كل فرد فيه، ولن يستطيع التغلب عليها إلا بالوفاء والإخلاص، وإلا سيؤدي به الحال إلى الفشل في حياته، وينعكس ذلك على المجتمع بالفشل والتأخر والتخلف.
فقال تعالى: ” وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وصآكم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ “فعلينا الوفاء بالوعود، لأن نقض العهد من صفات المنافقين، وبالوفاء والإخلاص تكسب رضا المولى عز وجل، ورضا النفس، والسمعة الحسنة، وحب الناس، والإخلاص يجب أن يكون من القلب، ويصاحبه القول والعمل، والوفاء والإخلاص يكون لله تعالى، وللوطن، وفي العمل، وفي العلاقات مع الآخرين.
قد قيل في الوفاء:
وماليَ لا أثني عليكَ وطالما… وفيتَ بعهدي والوفاءُ قليلُ
وأوعدتني حتى إِذا ما ملكتني… صَفَحْتَ وصفحُ المالكينَ جميلُ.