موضوع تعبير عن الوحدة الوطنية
الوحدة الوطنية من أهم الدعائم والركائز التي يقوم عليها المجتمع القوي، ويكون المجتمع يد واحدة، ورايته واحدة، وهدفه واحد، والوحدة الوطنية تقوم على حب أفراد الوطن له، وتعظيمه، ورفعته، ومدى انتمائهم له، ويتوحدوا على كلمة واحدة ومبدأ واحد، وتختفي ما في قلوبهم من كره أو حقد، أو بغضاء، أو كراهية، وينتشر السلام، والأمان، والاستقرار، ومواكبة العصور والدول المتقدمة.
بالوحدة الوطنية تسود المشاعر الإيجابية كالمحبة، والتسامح، والعطف، والتعاون، ونستطيع الدفاع عن الوطن ضد أي هجوم خارجي، أو داخلي يخطط للإضرار بمصالحه، أو يحاول إيذائه، أو الإضرار به، وعلينا تقويته، ونجعله متين، وصلب فيواجه الأعداء، وكل المشاكل، والمعوقات التي يقف حائل بينه وبين تقدمه ورقيه، ويصبح مستقبله مشرق، وزاهر، الوحدة الوطنية تنهي مشكلة التفرقة العنصرية، أو التمييز.
لا بد من وضع قوانين ومبادئ تساعد على ترسيخ وتطبيق هذه الوحدة الوطنية في المجتمع، ويبقى متماسك لا يتأثر بأي ظروف، ويضع الخلافات والصراعات الداخلية جانباً لأنها تدمر عصب الوطن، رغم اختلاف الديانات، والأعراف، والعادات، والتقاليد، والمستويات الاجتماعية، وعلينا أن نبقى على قلب واحد، وساعد واحد من حديد نضرب به كل من تسول له نفسه بأي أذى يمكن أن يصيب كيان الوطن، ونأصل عناصر المحبة والمواطنة.
قال المولى عزّ وجلّ في محكم تنزيله: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ على شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كذلك يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ“، ففي هذه الآيات دعوة من رب العالمين بأن نتمسك ببعضنا، وهدفنا دائماً هو إرضاء المولى عز وجل، وأن نتوحد ونتماسك، ونجعل قدوتنا في حب أوطاننا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وحبه لبلده فقد قال عندما أجبروه على الخروج من مكة البلد المحبب إلى قلبه: ” اللهمَّ أنتِ أحبُّ البلادِ إلى اللهِ، وأنتِ أحبُّ البلادِ إليَّ، ولولا المشركونَ أهلَكِ أخرجوني لمَاَ خرجتُ منكِ”.
الوحدة الوطنية تعني نبذ العنف، والتطرف، والإرهاب، والتركيز على كل ما هو في مصلحة الوطن، وتجنب كل ما يضر بالوطن وكيانه، والدفاع عنه بأرواحهم، فكم من الدول تأخرت، وتخلفت بسبب الحروب والصراعات الداخلية فيها سواء كانت مذهبية، أو عرقية، أو غيرها، وأصبحت هذه الدول تعاني من ويلات الحروب، القتل، النهب، عدم الشعور بالأمن، والأمان، والاستقرار، فنجد الكثير من المضللين سواء داخل البلاد أو خارجها، يبتغون التخلص من الوحدة الوطنية، والقضاء عليها، لمصالحهم الشخصية، أو لأن أفكارهم مشوشة، فعلينا أن نتصدى لهم بكل ما أوتينا من قوة، وبأس وعلينا التمسك بوحدتنا، وقوتنا لمواجهه أي خطر يواجه هذا الوطن.