مقال عن صلاح الدين الأيوبي//
صلاح الدّين الأيوبيّ
يعدّ صلاح الدّين الأيوبيّ أحد أشهر الشخصيّات التاريخيّة، فهو القائد الذي خاضَ معركة حطين، وحرّر بيت المقدس من أيدي الصليبيين. وهو الشجاعُ الذي خاضَ العديد من المعاركِ لتوحيد البلاد العربيّة، فاستعادَ أراضي فلسطينَ ولبنان وغيرها. وهو الشخصيّة السمحة الإنسانيّة حتى مع أعدائه، التي تركت أثراً لا يُنسى بشجاعته وفروسيّته.
نشأة صلاح الدين الأيوبيّ
ولد صلاح الدين الأيوبيّ في قلعة تكريت، وذلك في عام 532م، وهو ابن أيوب بن شاذي، والي قلعة تكريت، وكان والده رجلاً كريماً، وحليماً، وأخلاقه حسنة، ثمَّ شاءت الأقدار بأنْ انتقل الأب إلى الموصل، وهناك كانت نشأة صلاح الدين، حيث ترعرع في حمى والده، ثمَّ انتقل إلى الشام، وتولّى قيادة بعلبك، وأقام فيها مدة من الزمن، ويجدر بالذكر أنَّ صلاح الدين تميّز بحسن خُلُقه، وقوته منذ سن مبكرة من عمره، وهذا الأمر ساعده على النهوض والترقية إلى المناصب العليا.
إنجازات صلاح الدين الأيّوبي
- صلاح الدين الأيّوبي قائد مُجاهد كان مُهتمّاً بدولته، ونهضتها، فأنشأها على أساس إداريّ عِلميّ؛ حيث استحدث منصباً جديداً فيها سمَّاه (نائب السُّلطان)؛ حتى ينوب عنه في غيابه عن الدولة، ومن الجدير بالذكر أنَّه اهتمَّ بأسطول دولته؛ فخصَّص له ميزانيَّة خاصّة، وسلَّمه لأخيه العادل، كما أنَّ هناك العديد من الإنجازات الأخرى التي حقَّقها صلاح الدين على صعيد اهتمامه بمُؤسَّسات دولته، وشعبه، ومنها:
- بناء المُستشفَيات في القاهرة، كمُستشفى المارستان، علماً بأنّه جَلَب إليها أطبّاء مُتخصِّصين، وزوَّدها بالأدوية، والأَسِرَّة.
- إنشاء العديد من المدارس، كالمدرسة السيوفيّة التي تُعتبَر أوَّل مدرسة تُدرِّس المذهب الحنفيّ، والمدرسة الصالحيّة الخاصَّة بالمذهب الشافعيّ، ومدرسة القُدس التي أنشأها بعد تحرير بيت المقدس عام 583هـ.
- إلغاء الضرائب التي فُرِضت على من يمرُّ من مصر من الحُجَّاج؛ لتخفيف أعباء الحياة عن الناس.
- الإنفاق على الغُرباء، والفُقراء، وتخصيص مأوىً خاصّ للغُرباء؛ وهو مسجد ابن طولون.
وفاة صلاح الدين الأيوبيّ
توفي صلاح الدين الأيوبيّ في صبيحة يوم الأربعاء الموافق يوم السابع والعشرين من شهر صفر لعام 589، وفي سنة 1193 ميلادي حيث دُفِن في المدرسة العزيزيّة قرب الجامع الأموي في دمشق، ويُشار إلى تأثر الناس وحزنهم الشديد على فراق القائد العظيم صلاح الدين، فقد كان الجميع يُحبه، ويُذكر أنَّه مات ولم يُخلف وراءه من الذهب إلّا ديناراً واحداً، و36 درهماً، ولم يترك داراً، ولا عقاراً، ولا بستاناً، ولا ملكاً آخر، ومن الواضح أنَّ صلاح الدين لم يُخلف وراءه الأموال؛ وذلك بسبب كثرة عطاياه، وهباته وصدقاته التي كان يمنحها للآخرين سواء كانوا من أحبابه أم من أعدائه.