مقال عن الحج
قال تعالى: ” وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”
الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو الركن الخامس، وأساسٌ في العبادات، ويأتي الحج في الأهميّة بعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان المبارك، ومن ثم يأتي الحج، والحج فرضٌ لمن استطاع إليه سبيلاً، وفيه من الأجر العظيم، والمنافع الكثيرة في الدنيا والآخرة، فمن يذهب لأداء فريضة الحج، يعود كمن ولدته أمه، نقيّاً من الذنوب والخطايا.
فُرض الحج في الإسلام في السنة التاسعة للهجرة الشريفة، وأدى الرسول صلى الله عليه وسلم فريضة الحج في السنة التي تلتها أي في السنة العاشرة، وهي حجة الرسول الوحيدة وسُميت بحجة الوداع؛ لأنّه ودّع فيها المسلمين وأوصاهم واستشعر فيها المسلمون بدنو أجل الرسول عليه الصلاة والسَّلام.
أيضاً قال صلى الله عليه وسلم: “بُني الإسلام على خمسٍ…وذكر وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً”، والحج فرض واجبٌ على كلّ مسلمٍ مرّةً واحدةً في العمر لمن امتلك القدرة المادية والجسدية والنفسيّة وما زاد على ذلك فهو تطوعً
للحج شروط يجب أن تتوافر بالحاج ومن هذه الشروط: (الإسلام، العقل، البلوغ، الحرية، الاستطاعة والقدرة الماديّة والجسديّة والنفسيّة فقال الله تعالى: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غنيٌّ عن العالمين“ ، وجود المُحرم وهو شرطٌ يتعلق بالمرأة؛ إذ لا يجوز لها السفر للحج بدون محرم)
تكمن أهميّة الحج في كونه مؤتمراً ضخماً يجمع المسلمين من شتّى بقاع الأرض، ويساعد الحج في تعزيز روح الصبر وتحمل المشاق في نفس المؤمن؛ وذلك لأن الحج يحتاج مجهوداً بدنياً كبيراً، كما ويعود الحج المؤمن على البذل والعطاء وغرس قيمة الكرم لدى المؤمن، كما ويكرّس الحج مبدأ المساواة بين الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم، لأنّ الحج يجمع الناس من كافة الجنسيات والعروق، يساعد الحج المسلم في مغفرة الذنوب والخطايا، وهو فرصة للتوبة عن الذنوب، ويعود الحج المسلم على الإلتزام بالوقت؛ لأنّ الحج يحتاج أن تؤدى مناسكه في اوقات محددة، وبطريقة منتظمة، هذا إلى جانب الترويح عن النفس؛ وذلك لأن الحاج يسافر ويعبر الكثير من المناطق أثناء ذهابه لموسم الحج، وذلك يتيح للحاج التعرف على بلدان وثقافات مختلفة عن الثقافات التي يعرفها، كما ويعيد موسم الحج إلى ذهن الحاج ذكريات عديدة متعلقة بالرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام؛ لأنّ مكة المكرمة مكان مولد الرسول وبذرة النواة لظهور الإسلام، ويربي موسم الحج الحاج على حسن التعامل والأخلاق؛ لأن الحاج لا يجدر به التلفظ بالألفاظ البذيئة والأخلاق السيّئة أثناء أدائه مناسك الحج.
أيضاً فإن الحج يُعتبر من أفضل أنواع الجهاد وذلك عندما سُئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أيهما أفضل العمل قالت أفضل الجهاد حجٌ مبرورٌ.