موضوع تعبير عن النظام والانضباط
النظام من السلوكيات التي يجب اتباعها في كل مكان وزمان، فالنظام هو الذي يدفع بكل من الفرد والمجتمع إلى التقدم والرقي والازدهار، بعكس الفوضى التي تؤدي بهم إلى التخلف والتأخر، فكلما زاد التزام المجتمع بالنظام وكان جزء من ثقافتها دل ذلك على تطورها، ورقيها.
سبحان الخالق فيما خالق، فلو تأملنا نظام الكون الذي نعيش فيه لوجدنا أنه كل ما في الكون يسير وفق مسار ثابت معين، لا يحيد عنه، ويعمل في نظام وانضباط تامين، فكل من الكواكب والنجوم لها مساراتها المعينة التي تسير فيها ولا يمكن أن تصطدم ببعضها، وتعاقب الليل والنهار، وتعاقب الفصول الأربعة، فالنظام هو أساس الحياة على الأرض، فقد قال تعالى في محكم تنزيله: “قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا”.
النظام والانضباط يوفرا الوقت والجهد، ويساعدا في إنجاز الأعمال بصورة أفضل وأمثل، ويزدان من كمية وجودة الإنتاج، ويزيد من الاقتصاد القومي، ويساعد النظام والانضباط على مواجهة المشاكل والصعوبات والعراقيل التي يمكن أن تواجه الفرد والمجتمع، بالنظام والانضباط، فإننا سنجد مجتمعاً متقدماً ومتفاهماً فيما بينه، ونجد كل عنصر في المجتمع يؤدي عمله على الوجه الأكمل بدون انتظار تعليمات من أحد، ويقوم النظام بحماية البلاد، والحفاظ على استقرارها، ونهضتها وتقدمها، النظام هو عنوان المجتمع، حفظ لحقوق الأفراد فيه، وحماية الضعيف منهم من سلطة القوي أو سلب حقوقه، وتحقيق المساواة بينهم، النظام والانضباط الكامل هو سر ارتقاء الشعوب، ونهضتها.
على الإنسان أن يكون منظماً ومنضبطاً في كل شؤون حياته، فهما الأدوات الرئيسية لتحقيق الأهداف المرجوة والوصول إلى النجاح في الحياة، وتقوية الروابط والعلاقات بينه وبين الآخرين، ويساعد النظام والانضباط في توسيع المجال للفرد، ليبرز قدراته على الابتكار والإبداع، وذلك في ظل توفير الأمان وحفظ الحقوق.
الوقت هو رأس مال الإنسان الأساسي في هذه الحياة، بل الحياة هي الوقت، يلزم على الإنسان ألا يضيع هذا الوقت ولا يدع الزمن يمر عليه دون فائدة، بل يستفيد من كل دقيقة من الدقائق بما ينفعه في دنياه وآخرته وألا تأتي عليه لحظات يتمنى فيها ويقول عز وجل: “رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ”، وينظمه بشكل سليم.
يقع على عاتق الأسرة مسئولية كبيرة، وهي غرس قيم النظام والانضباط في نفوس أبنائهم، والتربية السليمة، بشكل يضمن لهم العمل في إطار النظام والانضباط. وتعليم الطفل بأن النظام والانضباط هما الحل الوحيد لتنمية حياته، وتطويرها، والحصول على ما يرغبه من أشياء، والسمو والرقي بنفسه، ولقد حثنا الدين الإسلامي الحنيف إلى التمسك بالنظام، والحفاظ عليه في جميع أمور حياتنا، لأن بالنظام ينجز الإنسان أعمالاً كثيرة في حياته، وذلك لأنها مرتبة ومنظّمة.