رسالة تبين فيها اهمية التعاون على فعل الخير
إن من أعظم بركات وثمار الأخوة، أن يجد المسلم من يحفزه على فعل الخير، ويؤازره على إقامة شعائر الدين وشرائعه، فيجد من يُذَكّره إذا نسي، ويعينه إذا ذكر، وينصحه ويقومه متى كان محتاجا إلى النصح، كما كان في مجتمعات السلف الصالح، حيث كان أحدهم يلقى أخاه فيقول له: «تعال نؤمن ساعة».
وهذا لا يتأتى إلا في ظلال الأخوة الإسلامية الوارفة، التي تسودها أجواء صالحة نقية، تنبت فيها الفضائل وتنمو، ويتعاون الجميع على البر والتقوى، وتطبيق شرع الله تعالى على مستوى الفرد والجماعة.
وإذا كان المسلم في ظل الأخوة أرجى أن يُعان على طاعة الله؛ فإنه قد يُحرم هذا الخير إن كان منفردا منقطعا عن إخوانه، حيث يكون – حينئذ – عُرضةً للغفلة والنسيان، والتراخي والكسل وربما وقع فريسة لشيطان يضله ويغويه، أو نفس أمارة بالسوء تنازعه وترديه، وما أبلغ تصوير النبي صلى الله عليه وسلم للخطر المحدق بالفرد المنقطع عن إخوانه بقوله صلى الله عليه وسلم: «فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية».
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة».
فقد جاء الإسلام بالأمر بالتعاون على البر والخير والنهي عن التعاون على الإثم والعدوان قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة من الآية:2].
فالتعاون المثمر هو ذاك التعاون الذي يُبنى على فعل الخير والتقوى، ولا يكون مبنياً على الشر وتقديم الآذى للآخرين أو دفع الخير عنهم، وهو ما أمر الله به في محكم التنزيل، ويكون التعاون مثمراً إذا كان خالصاً لله لا يراد به حصول الجاه، أو كسب المديح، أو الظهور، ويظهر ذلك في المجالات التي تنفع الناس وتخدمه، ولا تؤذيهم أو تجلب الضرر لهم، فالتعاون المثمر كالشجرة المثمرة التي تعطي ثمارها، وتظل الناس ولا تؤذيهم، مما يساهم في نشر المحبة بين الناس، والألفة وتعزيز التفاهم.
حيث أن الإسلام حث واعتنى بالتعاون بين الناس في كل مجالات الحياة فلم يدع الفقير بمنأى عن الغني بل أمر بالتعاون والتكافل ويترجم التعاون بين الناس في العديد من المواقف لكي ينشأ مجتمعا متماسكاً، لذا لا بد من التشارك والتعاون في كل مجالات الحياة لكي ينال فالإنسان الأجر في الآخرة والراحة والسلامة في الدنيا.
وأخيرا فمن المعلوم أنه لا يتم أمر العباد فيما بينهم ولا تنتظم مصالحهم ولا تجتمع كلمتهم ولا يهابهم عدوهم إلا بالتضامن الإسلامي الذى حقيقته التعاون على البر و التقوى و التكامل و التناصر و التعاطف و التناصح و التواصي بالحق و الصبر عليه ولا شك أن هذا من أهم الواجبات الإسلامية و الفرائض اللازمة . وفق الله الجميع للعمل بهداه و السعي لما فيه صلاح البلاد و العباد .