مقال اجتماعي عن قضايا العمل قصير

العمل النافع المفيد عبادة يؤجر عليها الإنسان، وكلّ عمل ابن آدم معروض على الله والرسول والمؤمنون، ففي القرآن الكريم يقول جلّ جلاله: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105]، فحريٌّ بالعبد الصالح أن يتقن عمله كي يرضي ربّه ونبيه عليه السلام، ويحظى بالاحترام والتقدير في مجتمعه، فالإنسان في هذه الحياة الدنيا هو محط اختبار وعمل، وإعمار وإصلاح في الأرض التي استخلفه الله تعالى فيها.

قضايا العمل هِي القضايا المُهنية والاجتماعية المُرتبطة بقطاعات العمل المختلفة، وتَمّ تعريفها على أنّها مجمُوعة من العوامل والقضايا الوظيفية تُؤثّر على الأفراد القادرين على العمل في المجتمع، كما أنّها تساهم في منحهم حقوقهم كاملة في العمل، ويكون ذلك ضمن نصوص أقرتها وزارات العمل وجمعيات ومُؤسّسات العمل المُهتمة بتوفير مطالب العمال من حقوق وواجبات، والحرص على تطبيقها بحذافيرها وبشكل قانوني يتناسب مع سياسة الجهات التي يتبع لها العامل، يضمن للعمال القيام بمهامهم على أكمل وجه والتي من شأنها أن تؤثر على سير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالإضافة الى مواكبة البلد للتطورات المختلفة في المجالات المتنوعة.

ومن أهم قضايا العمل:

أولاً// الأجور أو الرواتب:

وهِي عبارة عن القيمة المالية المُخصّصة لكل عامل حسب طبيعة عمله يتم وضعها ضمن أسس واعتبارات المؤسسة التي يتبع لها العامل وتتناسب مع طبيعة دور العامل التي تمنحع حقه كاملا فيما يقوم به من أعمال وأشغال، وهذا بدوره يمنح العامل دافعية في اتمام عمله على أكمل وجه علمًا منه أن يأخذ حقه كاملا دون نقصان، والرواتب أو الأجور يتم منحها بناءً على فترات زمنية معينة شهرية أو يومية أو سنوية، يتم الاتفاق بين العامل والجهة المُخوّلة على هذه السياسة ومن الضروري إعلامه بها قبل البدء بالعمل تجنبا لوقع المشكلات التي قد تعيق العمل، على أن يُكمل العامل أو صاحب العمل دوره على أكمل وجه ضمن الاتفاقية المتفق عليها بين الطرفين.

فعندما لا يحصل العامل على الأجر الذي يستحقه مقابل المجهود الذي يبذله في العمل، رغم اتقانه للعمل والالتزام بعدد ساعات العمل الذي تحدده له المؤسسة، يعزف عن العمل في بعض المهن وأهمها المهن الحرفية نتيجة انخفاض الأجر مقابل الجهد.

ثانياً// البطالة:

تعد من أكثر قضايا العمل انتشاراً؛ إذ ترتبط بفئات الأفراد القادرين على العمل داخل المجتمع، ولكنّهم لا يَحصلون على فرص العمل المناسبة لهم، مما يجعلهم يرغمون على الجلوس في المنزل، فيتمّ تصنيفهم ضمن الفئة غير المنتجة، فيتحوّلون إلى أفراد مستهلكين فقط، وهذا ما يؤدّي إلى التأثير سلبياً على الاقتصاد المحلي للدول، وتهتم قضايا العمل بالبحث عن كافة الحلول المقترحة والمناسبة حتى يتم تطبيقها في قطاعات العمل المختلفة لتتمكن من استيعاب مشكلة البطالة، والتقليل من تأثيرها على المجتمع.

ثالثاً// التمييز والعنصرية:

يجب أن يكون التمييز بين العمال والموظفين قائما على الكفاءة وحسن أداء العمل، ولكن ما يؤدي إلى إهدار حقوق العمال هو تمييز بعضهم على حساب آخرين أكفاء لاعتبارات شخصية لا علاقة لها بالعمل.