دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي قصير
السلوك الشخصي انعكاس لقدرة الشخص على التفاعل مع غيره من الناس حيث يوجد الكثير من الناس الذين يتعاملون بالكثير من الإيجابية في كل يوم، بكل سرور وفرح وهو ما يساعدهم على بلوغ أهدافهم الواضحة بصورة ناجحة وفعالة جداً، في حين أن بعض الأشخاص الآخرين يكونون سلبيين جداً في كل ما يفعلون في حياتهم، واتباع السلبية تجعلك مكروه من الناس ويعيقك ذلك على بلوغ أهدافك ويؤثر على حالتك النفسية العامة ويجعلك غير قادر على الاختلاط والتفاعل معهم.
فالأصحاب دائما ما يكون لهم تأثير كبير ومباشر على سلوك وتفكير بعضهم البعض، ولذلك فعلى الرغم من أهمية الصداقة في حياة الإنسان إلا أنها سلاح ذو حدين قد يفيد وقد يضر.
ولأن الأشخاص المحيطين بأي إنسان يكون لهم تأثير كبير على سلوكه فإن الأصدقاء يمتلكون النصيب الأكبر من هذا التأثير؛ وهذا يرجع إلى أنهم يقضون أوقات طويلة معا فيتأثر كل منهم بطريقة تفكير الآخر ويكتسب صفاته سواء حسنة أو سيئة بشكل لا إرادي، وينقسم دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي إلى قسمين هما:
أولا: دور الاصحاب الإيجابي:
عندما يقابل الشخص أصدقاء يتمتّعون بخصال حميدة، وملتزمين من النواحي الدينية والأخلاقية، يكون لهم أثر إيجابي على هذا الشخص، عند طريق إرشاده إلى الطريق المستقيم، وحثّه على اتّباع السلوكيات الصحيحة في حياته، فمجرد الاختلاط بمثل هؤلاء الأصدقاء، سوف يكتسب منهم أسلوبهم وطريقتهم في الحياة، ويتطبع بطبائعهم ويسعى لعمل كافة الطرق والوسائل ليتحلى بأخلاقهم، وخلاف ذلك عندما يرافق الشخص الأصدقاء الذين يمتلكون الصفات غير الأخلاقية والمقصّرين في النواحي الدينية والعبادات، فإنّ لذلك أثر سلبي على هذا الشخص، ويقوم باكتساب الصفات السيئة من هؤلاء الأصدقاء.
كما أن الشخص الملتزم بدينه يساعد صديقه على أن يصبح أكثر التزاماً بتعاليم الدين، ولا يكون ذلك بالنصح والإرشاد، لأن تأثير الصديق على صديقه لا يكون بالنصيحة أو التوجيه وهذا ما يجعل الصداقة ذات تأثير قوي على الشخص لأنها تعتمد على أن أي شخص سوف يحاول تقليد سلوك صديقه الصالح ليكون إنسان ناجح ومجتهد وملتزم مثله بكامل إرادته وبشكل تدريجي.
ثانياً: دور الأصحاب السلبي:
يتأثر الأصدقاء من بعضهم البعض في ممارسة الكثير من العادات السيئة في الحياة، كالتدخين، وشرب الكحول، والإدمان على المخدرات وغيرها من العادات السيئة، فعندما يقوم الشخص بمرافقة مثل هؤلاء الأصدقاء سوف يقوم بتقليدهم في اتّباع هذه العادات السيئة والمنبوذة في المجتمع، والتي يكون لها تأثير سلبي من النواحي الجسدية والعقلية والروحية، وعكس ذلك عندما يقوم الشخص بمرافقة الأصدقاء الذين يتبعون العادات الصحيحة والسليمة في حياتهم، كممارسة التمارين الرياضية، وتناول الوجبات الصحية والمتوازنة، والالتحاق بحلقات دينية وتثقفيها وغيرها من العادات الإيجابية، يتأثر بهم ويتنافس معهم للقيام بهذه العادات، التي تعود عليه بالنفع والفائدة.