موضوع تعبير عن المودة والتآلف
الأساس السليم لبناء أي مجتمع هو أن يقوم على المودة والتآلف، فهما المبادئ الأساسية لأي مجتمع، ويجدر على الجميع أن يحافظ عليها كي يبقى قوياً وصلباً، فالمودة والتآلف وسيلة لتحقيق المعجزات، من أولويات المحبة هي محبة الله سبحانه وتعالى، ومحبة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، والأنبياء والرسل، والصحابة وبعدها محبة الأب والأم، والزوجة، والأبناء والبنات، والأقارب، والأصدقاء، والجيران، فبالمحبة والتآلف تقوى العلاقة بين أفراد المجتمع، وتتماسك وتترابط، وينتشر الأمن والأمان، والرحمة بين الناس، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى “.
بالمحبة نستطيع أسر قلوب وعقول الناس، وتحقيق أهدافنا، فالمودة هي من الصفات والسلوكيات الحميدة التي يقوم بها الشخص تجاه الآخرين ليُعبر لهم عن مدى حبه لهم، فأفضل قدوة وأحس مثل نحتذي به هو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والذي تميز بخلق المحبة والمودة، فهو المنارة لنا، فعلينا أن نتبعه، ونزيد من وعي أبنائنا لأهمية المودة والتآلف، ونغرسه في نفوسهم في البيت والمدرسة، نبدأ معهم منذ الصغر، وتعويدهم على هذه المبادئ الجيدة، لأنها أساس العلاقات الاجتماعية.
وقد ذكر الله عز وجل المودة في القرآن الكريم: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”، فالمحبة والتآلف يجب أن تتواجد بين الجميع، محبة خالية من المصلحة والنفاق، والتقارب بين الجميع، لتحقيق المصلحة العامة، وجعل المودة خلق أساسي في حياتنا، وخلق جو من السعادة والسرور للأفراد، والمجتمعات، وتقوية الروابط، فقد قال سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: “واعتَصِموا بِحَبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكُروا نِعمة الله عليكم، إذ كُنتم أعداءَ فألّف بَين قُلوبكم فأصبحتم بِنعمتِه إخواناً”، فيحثنا عز وجل على التعاون، والألفة، والمودة، والمحبة.
المحبة والتآلف تنتج عن حسن التعامل بين الناس، ومراعاة شعورهم، واحترامهم، وبالأخلاق الحسنة والطيبة، ومساعدة الآخرين، وعدم إيذائهم، ومشاركة الآخرين في الأفراح والأحزان، ومساعدة الأيتام، والعطف عليهم وكفالتهم إن أمكن، أو تقديم المساعدات والتبرعات العينية والنقدية للمؤسسات الراعية للأيتام بشكل عام، كذلك مساعدة المريض وزيارته على الدوام ومواساته ورفع معنوياته، وتقديم المساعدة في حالات الكوارث الطبيعية وغيرها، فبالمحبة والمودة ينال الإنسان محبة الله ورضاه، وله أجر وثواب، ويفوز بالجنة في الآخرة.
نقيض المودة والتآلف البغضاء والحقد والكراهية، وهذه تحرق كل ما حولها، وتنشر التفرقة، والعداوة بين الناس، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) .