تعبير عن زمن طفولتي بالكلمات//
الطفولة هي أول بصمة للإنسان في حياته وأجمل مراحل عمره، يتمتع فيها الطفل بالصدق النابع من أعماقه، ويتمتع بنقاء سريرته وصفائه، ومرحلة مليئة بالحنان والحب والعاطفة، إنها المتعة وبراءة الابتسامة وأجمل مرحلة في هذه الحياة فهي السعادة التي لا تعاد ولا يعيشها الإنسان سوى مرة واحدة طول حياته، حيث تمتلئ الحياة بضحكاته التي تأسر الأحاسيس والمشاعر. تعد مرحلة الطفولة أهم مرحلة في حياة الإنسان، لذلك يجب منح الطفل حقه بالتنشئة السليمة ومراقبة حركاته وتصرفاته، فطفل اليوم هو رجل الغد.
حيث أن الطفولة من مرحلة عُمرية تمثل ثلث حياة الإنسان، وهي تعتبر أجمل مراحل الحياة التي يمر بها الإنسان، فما أجمل تلك الأيام التي قضيناها بين والدينا وإخوتنا وأطفال جيراننا، التي حملت معها أحلى اللحظات والمواقف تناثرت من حولها الضحكات والبراءة الجميلة، كانت تُشبه الورود والزهور التي تزف العروس بها .
تلك الأيام التي قضينها باللعب والمرح واللهو، كانت السعاة تتساقط من وجوهنا كتساقط الأوراق في فصل الخريف، فنذهب إلى الحدائق لنجمع تلك الأوراق ونرسم بها أجمل لحظات ومواقف وأحلام الطفولة، التي أصبحت الآن في سلة الذكريات التي لا تغيب تبقه محفورة في عقولنا، لكنها من المستحيل أن تعود.
الفرح في زمن الطفولة كان رفيقنا وصديقنا، فهو الهواء الذي نستنشقه أينما ذهبنا وأينما كُنا، كُنا ننتظر شروق الشمس ونعشق ضوء القمر، نجلس ونتأمل ما بين وخلف تلك الغيوم، وما هي تلك النجوم، وليس من المهم أن نعرف الإجابة، وإنما كانت الفرحة تغمرنا ونحن ننظر إلى تلك المناظر الساحرة، ثم تغفى أعيننا وننام لتراودنا الأحلام الجميلة نتأمل فيها السفر إلى القمر، والتنقل بين تلك النجوم اللامعة، في سكون الليل الهادئ.
فالطفولة هي شجرة النقاء كثيفة الظلال، والأغصان بها عفوية وتحمل فوقها ثمار القبول والمتعة، فهي الربيع والزهور، وأكاليل الياسمين تتألق بها الحياة فتكون زينة لها. الطفولة قصيدة أمل وقصة حلم وخاطره العذوبة، فهو روح الحياة وحياة الروح، فهو الأنفاس العذبة وهم لنا السحائب الماطرة. فما أعذب قلوبهم الطاهرة الصافية النقية الصادقة. لا يحملون بقلوبهم الكره ولا يعرفون لحقد طريق، والابتسامة لا تفارقهم فذلك لأن حياتهم بسيطة، فهي لا تخرج عن الأكل واللعب ويلجئون للنوم ليريحهم من العناء في اللعب.
ذكريات الطّفولة وما تحمله من معانٍ عميقة، ومشاعر فيَّاضة، باتت وسيلة رئيسيّة يستخدمها الإنسان في تحسين نفسيّته ومزاجه، ربما دون أن يشعر في كثير من الأحيان، فبعض النّاس لا يحلو لهم الجلوس إلا في الأماكن التي كانوا يرتادونها وهم صغار، والبعض الآخر يوصون بألّا يُدفنوا إلا في مسقط رأسهم، وقسم آخر من الناس يحاولون أن يعودوا للسّكن في الحي الذي كانوا يَسكنون فيه وهو صغير، وما كلّ ذلك إلى دليل على حنين الإنسان إلى تلك الفترة الحسّاسة من عمره والتي لا يمكن أن تُعوَّض مهما ارتقى الإنسان على سُلَّم الحياة، ومهما استطاع أن يُحقِّق لنفسه ولغيره من إنجازات لا تُحصى.