تعبير عن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك
فهذه المقولة مقولة مهمة للغاية، فعلى كل شخصاً أن يضعها عن قرب، فإن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك تعني أن الوقت الذي قد يمر على الإنسان بدون أن يحقق خطوة نحو الأمام ويقطع المسافات الطويلة، فسوف يمر الوقت ولن يأتي مرة أخرى، والمقصود منها أن الفرصة التي تأتي ولم يستغلها أي شخص فسوف تجعله سيندم عليها طوال حياته، ويتمنى عودة الوقت مرة أخرى ولن يعود.
فعلينا بالتفكير أن كل لحظة تمر علينا يجب ألا نفعل بها شيئاً يغضب الله، فلا نعصي ولا نتكبر، ولا نكذب ولا نخون بل علينا أن نقوم بذكر الله كثيراً، حتى نلقى غفرانه يحل علينا في حياتنا، فالإنسان إن منع عنه الأكسجين بالتأكيد سيموت ويختنق، فمال بالكم أن من وجد لنا هذه النعمة يقوم شخص بعمل معصية كبيرة ولا يطلب من ربه أن يغفر له، فسوف يأتي الوقت الذي سيتمنى فيه هذا الشخص الغفران ولن يجده، فالوقت سيقطعه في هذا الوقت.
فالوقتُ هو الشيء الثمين الذي منحهُ الله سبحانه وتعالى للجميعِ بالتساوي، ومن خلالِه يتمُ ممارسةُ العديدُ من النشاطات والأمورِ مثل العبادةِ والعملِ، والنوم، كما يتمُ استثمارُ الوقتِ خلالَ اليوم في العديدِ من الأمورِ الثّقافيّةِ؛ كالقراءةِ، والكتابةِ، أو الحركيّةِ؛ كممارسةِ رياضةِ المشي، أو ركوبِ الدّراجةِ، أو لعب كرة القدم، والفنيّةِ؛ كتقديمِ بعضِ الحرفِ الفنيّةِ والزخارف، والتكنولوجية؛ كقضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، أو البحث عن المعلومات القيّمة من خلال شبكة الإنترنت.
لذا يجب علينا أن تستغل الوقت الاستغلال المناسب بحيث يعود عليك بكل بالنفع والخير، فالوقت ثمين كالذهب والمال، لا بل هو أثمن من ذلك بكثير فالذهب والمال يعوضان لكن الوقت لا يعوض، فالوقت لو ذهب لا يعود ولا ينتظر، نعم الوقت لا ينتظر أحد، لا نائم ولا قائم، لا متعب ولا مريض، الوقت لا ينتظر لا كبير ولا صغير.
حيث أوصت الشريعة الإسلامية على الاهتمام بالوقت والتفاني في استغلاله الاستغلال الأمثل والأفضل، ولقد نصت أحاديث من السنة النبوية الشريفة على الاهتمام بالوقت والتحذير والإنذار لمن يهدره سدى فقال صلى الله عليه وسلم:” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن عمله ماذا عمل فيه”، وبهذا أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم الصورة يوم القيامة، فكل إنسان لن يتحرك من مكانه حتى يسأل ويحاسب عن كل شيء عامة وعن الوقت خاصة.
أيضاً لقد دقق الرسول على اغتنام الوقت لثمنه الباهظ وعدم القدرة على استرداده إذا ما مضى، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”؛ لذلك قسم الإسلام اليوم إلى أوقات موزعة على الصلوات الخمسة وجعل الواحدة لا تجوز في وقت الأخرى، وشرع الحج والصيام في أوقات محددة من العام مثل رؤية الهلال في رمضان.