موضوع تعبير عن المطر قصير
يسقط المطر فيفتح القلب بابه، ويخرج ما به من حزن أو فرح، فالمطر يحرك المشاعر ويثيرها، يا لروعة الخالق، المطر يشعر الإنسان بالطمأنينة وأحياناً بالخوف، تتساقط قطرات المطر مثل حبات اللؤلؤ والماس تملأ الارض بأجمل منظر وتعطي رونقـاً جميلاً للحياة.
قال تعالى في محكم تنزيله في سورة الزمر: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾.
يبدأ تكوين المطر في فصل الصيف، عندما تشتد أشعة الشمس، فيتبخر ماء البحار ويتحول إلى بخار الماء ويتصاعد إلى السماء، ويتكون على شكل غيوم تظل تنتقل من مكان إلى آخر، بفعل الرياح، حتى تتساقط على الأرض على شكل أمطار في فصل الشتاء، ويأتي بالخير والبركة والحياة والرخاء، فيروي الأرض ويملأها بالفرح والسرور، المطر أعظم نعمة يمنحنا إياها رب العالمين، لحظة سقوط المطر لحظة سعادة للصغار والكبار، وتصبح الأرض وكأنها جنة خضراء تتزين بالأشجار والمحاصيل، والشوارع قد اغتسلت بالماء الطاهر، والمنازل وكل شيء، وتلونت بألوان زاهية جميلة، متجددة وتنبض بالحياة، فأجواء المطر أجواء رائعة، فكثير من الشعراء والأدباء تغنوا بالمطر وبجاله وروعته وكتبوا القصائد والأشعار فيه فقد قال الشاعر في جمال المطر:
صوت المطر غطّى على كل الألحان
تبطي مزامير البشر ما تعزفه
سبحان رب الكون مِنزله سبحان
له نغمةٍ يعجز على الحرف وصفه.
المطر هو سبب بقاء الكائنات الحية على قيد الحياة، والسبب الرئيسي في نمو النباتات والمحاصيل الزراعية، واستمرار الحياة بشكل طبيعي، فبدون المطر تجف الأرض وتموت النباتات، والكائنات الحية، وينتشر التصحر والعطش والجفاف، وتصبح الأرض قاحلة، لا حياة عليها.
عند سقوط المطر نتأمل عظمة صنع الله عز وجل، وينتابنا شعور جميل رائع، فأثناء المطر الدعوة مستجابة، فيدعو الإنسان بكل ما يريد تحقيقه، والله المستجيب لجميع الدعوات، فمن ماء المطر نشرب، وتحيا المزروعات، ويتجدد الأمل الذي لربما يفقده الإنسان في وقت من الأوقات، فعندما ننظر إلى النبات وهو يكبر، والمحاصيل وهي تنضج، والأزهار والنوار عندما تنبت، فلا بد للأمل أن يتجدد، والتفاؤل يملأ قلوبنا، في وقت أصبح كل شيء فيه جامد، وخالي من المشاعر الدافئة والرومانسية، فكثير منا عندما يسقط المطر يخرج لاإرادي تحت الماء، ليجري ويستمتع بقطرات الماء وهي تتساقط عليه، وخاصة في مرحلة الطفولة.
فعلينا أن نشكر المولى عز وجل على أجمل وأفضل نعمة خلقها لنا، فسبحان الله على هذا المشهد العظيم الرائع، فالمطر يغسل كل هموم البدن، يذكرنا بما كان من براءة الصغر، وذكريات الماضي، ويذكرنا بالدفء حين كنا في أحضان أمهاتنا نختبئ، وبها نلتحم، فيا لروعتك وجمالك.