موضوع تعبير عن الكذب

الكذب من الصفات السيئة والمذمومة التي يمكن أن يتصف بها الشخص، فهو من السلوكيات المكتسبة وليس فطري، فالكذب هو عدم قول الصدق في أي موقف من المواقف، أو التغاضي عن قول الحق، فالكذب عواقبه سيئة ووخيمة على الفرد والمجتمع، فبالكذب يصبح الإنسان منبوذاً، ويغضب الله عليه، وسينال العقاب الشديد، ونار جهنم، ويصبح غير محبوب من الجميع، ولا يمكن أن يثق به أحد، ولا يأخذ بشهادته، وسمعته السيئة، فالكذب يميت قلبه، ويصبح بليداً، ويفقد احترام من حوله.

ويخلق الكذب الكثير من المشاكل بين أفراد المجتمع، وينشر الكره والحقد، والبغضاء، والكراهية بينهم، وانعدام الثقة بينهم، ويصبح الشك بينهم، ونشر الفتنة بينهم، ويهدم العلاقات بين أفراده، ويسبب مخاسر كثيرة مادية، ومعنوية، وتدمير المجتمع، وضياع حقوق أفراده، وتهديد استقراره.

فالكذب من الأشياء التي حرمها الله ويعاقب عليها، ولا يبرر بأي شكل من أشكاله، ولكن يعود إلى بعض الأسباب، كحب الشخص الظهور بصورة أفضل وأجمل، حب إخفاء الأمور الشخصية، وعدم إظهارها، وأحياناً يعود الكذب إلى عدم تمييزه بين الحقيقة والكذب، ولتحقيق منافع دنيوية، يلجأ الشخص إلى الكذب للوصول إلى مطامعه، وتحقيق أهدافه، وضعف الشخصية فيكذب، لإثبات قوة شخصيته.

قال تعالى: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان)، ولكن هناك نوع من الكذب والذي فيه، يكون الهدف من وراء الكذب هو مصالحة متخاصمين، أو الزوج على زوجته ليحافظ على العلاقة الأسرية بينهما، ويمكن الكذب على الأعداء، لرد مكائدهم ومواجهتها، وصدها.

الآباء لهم دور كبير في توعية أبنائهم لخطورة الكذب، وتربيتهم التربية الصالحة، وتشجيعهم دائماً لقول الصدق، بدون أي تردد، وجعل تربية الأبناء أساسها الصدق وعدم الكذب، حتى وإن فعلوا أشياءً خاطئة فعليهم أن يعترفوا به، ويجب أن يكون هناك عقاب على كل فعل قاموا بارتكابه بنطق الكذب به.

وكل إنسان يمكنه التغلب على هذه الآفة، والمشكلة الاجتماعية الخطيرة، ويجعل قدوته رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فهو الذي لقب بالصادق الأمين، لأمانته وشدة صدقه في قوله وفعله، وذلك بتقوية الوازع الديني لديه، فكلما زاد إيمان الشخص بالله، وثقته بها، ساعده المولى عز وجل، وخوفه من الله سيساعده على ترك الكذب، الجهاد، والصبر، والتحمل في سبيل قول الصدق، وتعويد النفس عل قول الحق حتى في المزاح، وأوصانا الرسول الكريم بوجوب التخلي عن الكذب، وعدم اللجوء إليه في أي من المواقف، فقد قال في حديثه الشريف صلى الله عليه وسلم: ( ما يزال العبد يصدق ويتبع الصدق حتى يُكتب عند الله صديقا، وما يزال العبد يكذب ويتبع الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) ، وعلى الإنسان المسلم أن يعلم جيداً بأن الصدق هو نجاة من النار، ومن المهالك.