بحث عن هارون الرشيد

هارون الرشيد هو أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي، وأمّه تسمى الخيزران وتلقب بأم الهادي، ولد في مدينة الري سنة 148 هجري، وكان أبوه آن ذاك حاكماً لكل من الري وخراسان، دفعه أبوه لتعلم الفروسية وهو في مرحلة الصبا، واتصف هارون الرشيد بالعديد من الصفات منها القوة والشجاعة، وهذه الصفات أهلته لأن يكون قائداً للعديد من الحملات، وقائداً للجيش، وعمره لا يتجاوز العشرين عاماً، وكانت أوّل المعارك التي خاضها هارون الرشيد عام 165هـ، ضد الروم وحقّق خلالها انتصاراً عظيماً.

يعتبر هارون الرشيد من أشهر الخلفاء العباسيين، وأكثرهم ذكرا حتى في المصادر الأجنبية كالحوليات الألمانية في عهد الإمبراطور شارلمان التي ذكرته باسم (ارون)، والحوليات اليابانية والصينية التي ذكرته باسم (الون)، أما المصادر العربية فقد أفاضت الكلام عنه لدرجة أن أخباره قد امتزجت فيها حقائق التاريخ بخيال القصص، ولا سيّما كتابألف ليلة وليلةالتي صورته بالخليفة المسرف في الترف والملذات، وأنه لا يعرف إلا اللهو وشرب الخمور ومراقصة الغانيات. والواقع أن هذا الخليفة كان من خيرة الخلفاء فقد كان يحج عامًا ويغزو عامًا، وذكر أنه كان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات، ويتصدق بألف، وكان يحب العلماء، ويعظم حرمات الدين، ويبغض الجدال والكلام، ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه، لا سيما إذا وعظ.[2] وقد تم فتح الكثير من البلدان في زمنه، واتسعت رقعة الإسلام واستتب الأمن وعم الرخاء وكثر الخير بما لا نظير له ثم إن هذا الخليفة كان حسن السيرة والسريرة.

من صفات هارون الرشيد:

تميّز هارون الرشيد بعدد من الأمور، ومنها ما يلي:

  • عابد لله تعالى، فقد كان يُصلي 100 ركعة كلّ يوم، واستمر على هذا النهج حتّى مماته.
  • متصدق بماله في سبيل الله، إذ كان يتصدق من ماله كل يوم ألف درهم. محب للفقه والفقهاء.
  • محب للعلم والعلماء.
  • محب للشعر والشعراء.
  • مقدِّر للأدب والأدباء.
  • كاره للمرائين في الدين.
  • كان هارون يرتدي خاتمه المكتوب عليه (لا إله إلا الله) بالنقش الحميري.

من أهمّ ما قدّمه الخليفة الرشيد في فترة حُكْمه:

  • الارتقاء بالعلوم، والفنون، والآداب.
  • كثرة أموال الخراج، حتى بلغت ذروتها؛ إذ بلغت ما مقداره 400 مليون درهم، بحسب تقدير بعض المُؤرِّخين، لتُشكِّل أعلى مبلغ في تاريخ الخلافة الإسلاميّة، وقد كانَت النقود تُجمَع دونَ أيّ اعتداء، أو ظُلم، وكانت تُنفَق بصورة تَخدمُ الأمّة.
  • تشجيع رجال الدولة في زمنه على بناء الأحواض، وحَفْر الأنهار، وشَقّ الطُّرُق، وبناء المساجد، والقصور الفخمة، والمباني الجميلة. نُموّ الدولة، واتّساع عمرانها، وازدياد عدد سكّانها؛ حيث بلغَ مليون نسمة.
  • استقبال البضائع في بغداد، والمجيء بها من كلّ مكان، حتى أصبحت أكبر مركز للتجارة في الشرق في عَهْده.
  • ازدهار العِلم حتى أصبحت بغداد مركزاً للعِلم، والعلماء؛ حيث كانت المساجد تُشكِّلُ ما يشبه جامعاتٍ لطلّاب العِلم الذينَ يتلقَّونَ العِلم من أكابر الفُقَهاء، والمُحدِّثين، والقُرّاء، كما كانَ يأتيها الأطبّاء، والمهندسون من كلّ مكان.
  • إنشاء هارون الرشيد لمكتبة تَضمُّ أعداداً ضخمة من الكُتُب، حيث أطلقَ عليها اسم “بيت الحكمة“.