موضوع تعبير عن الغش
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”، أي أن الغشاش ليس من المسلمين، ولا يمس لهم بأي صلة، فالغش حرام شرعاً، لما له من آثار سيئة على الفرد والمجتمع، وديننا الإسلامي الحنيف ورسولنا الكريم، حريصون على أن يكون المسلم والمجتمع الإسلامي في أحسن صورة، ولكن الغش يسيء بسمعة الشخص، فيكرهه الناس ويمقتوه، ويفقدون الثقة به، وسيخسر أكثر مما سيربح، كما أن الغش يغضب الله سبحانه وتعالى، فيزيل الله عن الشخص بركة المال والصحة، كما أنه يتوعده سبحانه وتعالى بعذاب عظيم يوم القيامة.
الغش له تأثير جداً سلبي على المجتمع، حيث إنه يؤدي إلى نشر الحقد والكراهية والبغضاء بين أفراده، وتزيد المشاكل، ويؤدي إلى تفكك المجتمع وانحلاله، وفساده، وهلاكه، وتأخر المجتمع، وانتشار الفوضى، والرشوة، وغيرها من المساوئ التي تقضي على المبادئ والأخلاق الحسنة التي يبنى عليها المجتمع بناءً سليماً.
عكس الغش الأمانة، الأمانة التي تحلى بها أعظم وأنبل الرسل “محمد” صلى الله عليه وسلم، فقد لقب عليه أفضل الصلاة والسلام بالصادق الأمين، ولم يلقب بذلك من فراغ، ولكن لما التمسوه الناس من أمانته وصدقه، وعدم خداعة للناس، فالتاجر الأمين منزلته مع الصديقين والأنبياء والشهداء، فيا لها من منزلة عظيمة، تستحق فعلاً من الإنسان أن يجاهد بنفسه ويترفع عن غش الناس، والتحلي بالأمانة التي حثنا إليها الدين الإسلامي، ليرفع الله عز وجل من مكانته، ويسمو به بين الناس.
التاجر الأمين تجده دائماً محبوباً بين الناس، ولا يذكرونه إلا بالخير، ولا يحبوا إلا أن يشتروا منه، والغش ليست في التجارة فقط، ولكن الطالب في الامتحان، عليه الاعتماد على نفسه وليس على الآخرين، الطبيب في مهنته، والمهندس عليهما ألا يغشا فربما يؤدي غشهما إلى موت أشخاص، المحامي عليه أن يكون أميناً في عمله، لأن بيده أن ينصر المظلوم، ويكون سبب في عقاب الظالم، أو العكس، المزارع، النجار، الحداد، الشرطي، وغيرهم من المهن والحرف، فكلها تحتاج إلى الأمانة والصدق وعدم الغش، حتى نرتقي بمجتمعنا، ونزدهر به، ونستطيع النهوض به، ومواكبة المجتمعات المتطورة والمتقدمة.
فيا لها من قصة عظيمة، عندما أتى الخليفة عمر بن الخطاب إلى غلام كان يبيع الغنم، ولم يعرف بأن الخليفة عمر بن الخطاب هو الذي أمامه، ويريد أن يمتحن أمانته، فطلب منه أن يبيعه أحد الأغنام، فرفض الغلام وقال له: بأن الأغنام ليس له، فقال له عمر: سأعطيك مالا كثيراً، فرد عليه الغلام: إذا كان صاحب الخراف لا يراه، فإن الله يراه، فهو يخشى الله، فبكى عمر رضي الله عنه، وقال: صدقت، يا غلام إنك صادق أمين، فيا لها من قصة رائعة، تلقنا درساً مفيداً، بأن لا نخشى أحد بل نخشى الله، فهو الذي يرانا في السر والعلن.