بحث عن الدولة العثمانية
هي آخر دولة إسلامية حكمت بلاد المسلمين، واستمر حكمها حوالي ستمئة سنة، بعد أن أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، وتعود أصولها إلى الأتراك، وبلغت أوج قوتها وعزها ومجدها في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وامتدت إماراتها لتشمل أهم قارات العالم القديم وهي آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وأطلق عليها عدة أسماء أخرى مثل السلطنة العثمانيّة، والدولة العلويّة.
حيث تأسست الدولة العثمانية في بداية القرن الرابع عشر علي يد عثمان الأول ابن أرطغرل إذ كانت مجرد إمارة صغيرة داخل حدود العالم الإسلامي تعتمد على الغزو ضد الصلييبن، وبدأت هذه الإمارة في التوسع شرقا بشكل تدريجي، وضم العديد من الأراضي لصالحها، وأصبحت بذلك أقوى دولة في العالم. فما هو دور الخلافة العثمانية في نشر الإسلام
قيام الدولة العثمانية
ينتسب العثمانيون إلى العرق المغولي، أي أنّ أصولهم تركية، وقد تقسم هذا العرق لقبائل وعشائر كثيرة منها عشيرة قايي التي انتقلت للعيش في مراعي غربي أرمينيا، وبقيت هناك فترة من الزمن، وكان منهم أرطغرل الذي انتقل مع عائلته إلى إزرينجان التي كانت نقطة الاشتباك بين السلاجقة والخوارزميين، ليحارب تحت إمرة السلطان علاء الدين سلطان قونيه، وعند نجاحهم في معاركهم كافأه السلطان بتمليكه بعض الأراضي في أنقرة، وعاش هو وعائلته هناك، واستمر وعائلته في إثبات ولائهم للسلاجقة، وشجاعتهم الكبيرة في المعارك، حتى إنّ السلطان أطلق على أرطغرل لقب محافظ الحدود، ولكنه كان ذا آمال أكبر من ذلك، فبدأ بمهاجمة الولايات البيزنطيّة المجاورة لهم والسيطرة عليها حتى توفّي، واستلم الإمارة من بعده ابنه عثمان، فأظهر هو الآخر شجاعة وحنكة سياسيّة كبيرة، حيث تمكّن من فتح مجموعة من الإمارات، وعقد تحالفات مع جيرانه، وعندما استطاع المغول القضاء على السلاجقة أعلن استقلاله عنهم، وبذلك بدأت الدولة العثمانيّة.
عوامل ضعف الدولة العثمانيّة وسقوطها//
هناك العديد من العوامل التي مهّدت الطريق لضعف قواعد الدولة العثمانيّة، وانهيار حدودها، حيث سُمِّيت ب(رجل أوروبا المريض)، ونذكر فيما يلي أهمّ هذه العوامل:
- ضعف نظام الحُكم العثمانيّ؛ بسبب عدم أداء بعض الحُكّام، والسلاطين لواجباتهم تجاه دولتهم بأنفسهم، وإسناد أمر الدولة إلى غيرهم.
- ضعف الإدارة، والتنظيم في الأقاليم، والمناطق التابعة للدولة العثمانيّة؛ حيث كان يتمّ مَنح منصب الوالي لمن يدفع المال أكثر؛ ولذلك كان الوالي يجمع المال من الناس، بمختلف الطرق والأساليب؛ للوصول إلى ثروة أكبر، وقد أدّى ذلك إلى توقُّف كافّة الأعمال والمشروعات الإصلاحيّة داخل الولايات؛ بسبب قلّة الموارد الماليّة.
- عدم وجود علاقة وثيقة، أو تجانُس بين ولايات الدولة العثمانيّة في القارّات الثلاث: آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، ممّا أدّى إلى اندلاع الثّورات والعصيان.
- فساد نظام الانكشاريّة في الدولة العثمانيّة؛ حيث انغمسوا في حياة الكسل، والخمول، بعد أن كانوا يتميّزون بالنشاط، والشجاعة، وسرعة الحركة.
- الامتيازات الأجنبيّة المُقدَّمة إلى السُّفراء الأجانب في الدولة العثمانيّة، ورعاياهم؛ حيث بدأ السُّفراء الأجانب في الدولة بطلب امتيازات تجاريّة لرعاياهم، وتوسَّع طلب الامتيازات حتى امتدَّ إلى الامتيازات الدينيّة، الأمر الذي أدّى إلى تدخُّلهم الكبير في شؤون الدولة العثمانيّة.