مقال قصير عن الصدق
الدين الإسلامي حث على التعامل بين المسلمين بالحسنى والأخلاق الطيبة والمعاملة الحسنة النابعة عن حب من القلب للقلب، فالمسلم يجب أن يعامل أخاه المسلم بنية حسنة وقلب صافي بعيداً عن الحقد والحسد والأخلاق البديئة، ومن أهم الأخلاق التي حث الإسلام على التعامل بها والتحلي والتمسك بها هي الصدق وهي من أسمى الصفات وأرقاها في اتعامل بين البشر وبين المسلمين، وهنا في مقالتنا هذه سوف نكتب لكم بشكل مختصر شامل عن الصدق بعنوانه وأنواعه وما يعود على الفرد من وراء التحلي به.
الصدق هي: مرتبة الصديقين التي تلي مرتبة النبوة في الإسلام، ويدل ذلك على أهمية الصدق بالحياة الدينية والدنيوية، فهو يبلغنا العلو بالدرجات وقال تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا).
الصِّدق
الصِّدق هو التلّفظ بالواقِع بعيداً عن تغيير الحقائق وفعل ما هو صحيح، ومطابقة القول بالفِعل، وهو عكس الكذب، وهو يُعتبر سيف الله تعالى في أرضه، حيث إنه دائماً ينتصر عند مواجهة الباطل، وهو من صِفات المؤمن بالله تعالى وبرسالة سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم. ويظهر الصادِق دائماً بمظهر القويّ والمطمئن والواثق بنفسه، على عكس الكاذِب الذي يبقى خائفاً من كشف كذبه، ووقوعه في المشاكِل وتغيّر نظرة الناس عنه.
الصدق له أنواع عديدة ونذكر لكم أهمها//
الصِّدق في النِّيات: بأن تكون أعمال المسلم خالصة لوجه الله تعالى، فالعمل لا يقبل عند الله إلا إذا كان بنية خالصة لوجهه تعالى، بعيداً عن أي من مظاهر الرياء أمام الناس.
الصِّدق في الأقوال: وهو مطابقة القول بالفِعل، وبما هو في الواقِع، بحيث يقول المسلِم ما هو حقيقيّ بعيداً عن تغييره ومطابقاً للواقِع ومطابقاً لما في قلبِه، فالِّسان هو أصغر عضوٍ في جِسم الإنسان، لكنه إذا استُعمِل بشكلٍ خاطئ أودى بصاحبه إلى النار.
الصِّدق في الأعمال: أن تكون أفعالنا مطابقة لأقوالنا ولما يجب فعله، واتمام العمل لما يجب القيام به، فالمسلم الحق يتمم عمله على أكمل وجه.
ومما يميز الصدق عن غيره من الصفات أنه أساس لكثير من الأخلاق فالشخص المسلم السوي لا يكتمل دينه إن لم يكن صادق، ولا يمكن أن يكون وفي بالعهود إن لم يكن صادقاً، فالشخص الكاذب ينفر الجميع منه، لا يأتمنه أحد على سر، ولا يكون محبوب بين الناس فالناس لا تتعامل مع الشخص الكاذب المنافق، وخصوصاً بأن الصدق “صفة لله تعالى”، قد أطلقها على نفسه وارتضاها لعباده، والكذب هو مخالف لفطرة الإنسان القويمة، التي فطره “الله سبحانه وتعالى” عليها.
وقد وصف “الله تعالى” نفسه بالصدق بالآية الكريمة: (ومن أصدق من الله قيلا)، وكما وصف الرسول الكريم أيضاً بالآية الكريمة: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).
فإن مرتبة الصدق هي المرتبة العليا التي يصلها المسلم حين يرتقي بكل التفاصيل في حياته بصدق تام في أقواله وأفعاله وفي صدق النوايا.