إنشاء عن الصبر مفتاح الفرج في الحياة
يمر الانسان طوال فترة حياته منذ الصغر وخلال مراحل عمره في فترات قد تكون صعبة أو معقدة، وتواجهه الكثير من المشاكل والصعوبات، ما بين السهلة والصعبة و قصيرة الأجل أو طويلة الأجل، وفي هذه المراحل يحتاج الانسان إلى طاقة أو بصيص أمل يقدره على مواصلة ومواجهة أموره المختلفة للوصول إلى ما يسعى إليه، وهذه الطاقة التي يحتاجه الانسان والتي هي مهمة في كل خطوة يخطوها وفي كل محنة يواجهها هي الصبر، وهنا سوف نتحدث لكم عن الصبر.
الصبر هي صفة عظيمة وهي نوع من أنوا العبادات فكل عمل ننجزه باتقان هو عبادة عند الله تعالى عز وجل، ونحاسب عليها، فالله تعالى عز وجل حض على التحلي بالصبر لما له من مكانة راقية ورفيعة وعظيمة ولما له من أجر عظيم.
لقوله تعالى في كتابه الحكيم: ((ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)) سورة النمل آية(96)
فالصبر هو حبس النفس على ما تكره، دون جزع ودون تنمر وتنفر من الحال ومما أصابنا، فالصبر مفتاح الفرج، أي أنه لولا الصبر لما عرفنا أن في نهايته تحقيق لأهدافنا ووصلنا إلى ما نسعى إليه، أيضاً الصبر صفة الأنبياء والمرسلين من قبلنا الذين كابدوا وعانوا من مشقة ونعب وإيذاء، ولكنهم صبروا وتحملوا حتى كتب الله لهم فرجاً وفرحة وسرور، أيضاً رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام تحلى بهذه الصفة فهو تعرض لكثير من الشدائد وتعرض للأذى الشديد وأنواع عدة من البلاء من قومه وأهله ولكنه تحلى بالصبر أمام كافة هذه المصائب والشدائد وشكر الله على ما أصابه لأنه موقناً لفرج الله العظيم ونصره له، حيث قال تعالى في محكم آياته: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، فيجب أن يكون رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قدوة عظيمة لنا وصورة واضحة لنا ليست فقط فتحليه بهذه الصفة بل بكافة صفاته وأخلاقه الحميدة.
أهميّة الصبر
الصبر مهمّ لمن يصبو للنجاح والتميّز فعليه أن يصبر ويواصل في دربه فالقمة تستحق منّا كل تعب وسهر، وكما يقال: “لكل نهاية مشرقة بداية محرقة”، وصبر المسلم على ما قضى الله له وقدّر، فالمصيبة والنعمة هما ابتلاء واختبار من الله لعباده ليختبر صبره وإيمانه فيجازيه على إحسانه أو يعاقبه على إساءته، والصبر مهم في البيت سواء صبر الرجل على زوجته أم صبرها عليه وعلى الأولاد، وفي المدرسة وفي كل شيء هو مهم لأن الله يؤخر الأمور بما فيه خير لعباده، فهو أعلم بما يصلحهم وطالما العبد ينتظر فرج ربه فهو في عبادة عظيمة دون أن يشعر، لذا فالصبر مهم في كل شيء فالحياة جبلت على كل كدر وتعب قال تعالى: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ” أي أنه يبقى يكابد الهموم حتى يموت.