انشاء عن الأمانة والصدق بالعناصر كامل
الأمانة والصدق من الحميدة الأخلاقية الحسنة التي حث الإسلام وأوصانا بالتحلي بهاتين الصفتين الفاضلتين، فهما من أهم الصفات التي يجب على المسلم الاتصاف بهما، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وتحلى بهما أيضاً فكان يلقب بالصادق الأمين.
الصدق
فالصدق هو التلفظ بالواقع بعيداً عن تغيير أدنى تفصيل من الحقائق وفعل ما هو لازم وصحيح، بعيداً عن التحريف ومطابقة القول بالفعل، وهو عكس الكذب.
فالصادق يكون دائماً مفتخراً واثقاً بنفسه وأفعاله ومطمئن من ذاته، بينما الكاذب عكس ذلك تماماً فهو دائماً خائفاً من أن كذبه سوف يظهر ويكشف للجميع ويقع في المشاكل ونظرة من حوله له تتغير.
وأيضاً في الصدق النجاة فهو ينجي المؤمن من كل العثرات من حوله ويهديه إلى طريق الصواب، وكما قال “الرسول عليه السلام”: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا).
الأمانة
أما بالنسبة للأمانة فهي تعتبر مكملا أساسياً للصدق فهما خلقان متلازمان متحالفان.
فالأمانة تعني الدين الذي يكون في رقبة المسلم وواجب عليه الحفاظ عليه وتأديته إلى أصحابه وهي خلق حميد يرتبط كثيراً بخلق الصدق فكما ذكرنا أن رسولنا الكريم قد لقب بالصادق الأمين حتى قبل بعثته وحمله لرسالة الإسلام فكان محل ثقة واحترام من الجميع حتى من كفار قريش بعد رسالة الإسلام التي لم يأمنوا بها.
للصدق أشكال متعددة ومنها//
- الصدق في الأقوال: وهو مطابقة القول بالفِعل، وبما هو في الواقِع، بحيث يقول المسلِم ما هو حقيقيّ بعيداً عن تغييره ومطابقاً للواقِع ومطابقاً لما في قلبِه، فالِّسان هو أصغر عضوٍ في جِسم الإنسان، لكنه إذا استُعمِل بشكلٍ خاطئ أودى بصاحبه إلى النار.
- الصدق في النية: بأن تكون خالصة لوجه الله تعالى، فالعمل لا يقبل عند الله إلا إذا كان بنية خالصة لوجهه تعالى.
- الصدق في الأفعال: أن تكون أفعالنا مطابقة لأقوالنا ولما يجب فعله، واتمام العمل لما يجب القيام به، فالمسلم الحق يتمم عمله على أكمل وجه.
وللأمانة وجوهٌ كثيرة لا يمكن إحصاؤها فالدين الإسلامي كلّ ما فيه أمانة، نذكر لكم بعضاً منها//
- الدين: حيث يُعتبر الدين الإسلاميّ أمانة في أعناق المسلمين جميعاً، يجب عليهم الالتزام بأوامره ونواهيه، كما يجب تبليغه لجميع الناس ونشره فيما بينهم.
- السر: فالسر أمانة إذا ائتمنك أحدهم على سر فيجب عليك الاحتفاظ به وعدم نشر سره، فهو أمنك على سره وأنت يجب عليك أن تصون أمانته.
- المال: المال من الأمانات التي أودعها الله تعالى عند الناس، وسوف يحاسَب عنها المسلم يوم القيامة، فيجب عليه أن يحصّله بالطرق الحلال ويصرفه في أوجه الحلال.
- الأولاد: الأبناء هم أمانة لدى الوالدين، فيجب تربيتهم على الدين وتفقيههم وتدريبهم على الشريعة الإسلاميّة، فالطفل عندما يولد يكون الإسلام هو دينه، لأنّه يولد على الفطرة الربانيّة، ولكنّ أبويه هما من يوجِّهانه، فلذلك يجب عليهما مخافة الله في هذا الطفل.