موضوع تعبير عن الصديق مرآة صديقه بالعناصر

مقدمة عن الصداقة

الصداقة كنز من كنوز الحياة التي لا تقدر بثمن، فالصداقة تتكون من حروف قليلة، ولكن تحمل في طياتها معاني سامية، وعظيمة، هي علاقة حميمة بين اثنين، أو أكثر وتقوم على أساس المحبة، والمودة، والوئام، وحب الخير، وتتجنب فيها الرياء، والنفاق، وحب الذات، والمصلحة والأنانية، فالصديق الحق أصبح الآن في وقتنا الحاضر عملة نادرة، لا نجدها دائماً.

مواصفات الصديق الجيد

الصديق هو وطن صغير، وأخ، فالشخص عليه أن يتقي ويخاف الله في علاقته مع صديقه، ليضمن المحافظة عليه، والتمسك به، ويحبه حب صادق بدون أي خداع أو نفاق، ويكتم أسراره، ولا يفشيها لأي سبب كان، يحافظ على عرضه، ويصون شرفه، يقف بجواره في كل الأمور والمواقف، ويسانده، لا يتخلى عنه في السراء، ولا في الضراء، وفي الفرح والحزن، ويكون الصديق الوفي والمخلص بدون أي مقابل، والذي يرشده إلى الخير، ويدافع عنه بكل قوة، وينصره على الظلم والطغيان، ويحفظ أمانته، والصديق الحق هو الذي يتحمل صديقه، ويصبر عليه، ويلتمس له الأعذار، ولا يقف له على الغلطة، بل يعفو عنه، ويسامحه، ويضحي من أجل صديقه، ويؤاثره على نفسه.

مفهوم الصداقة في الدين الإسلامي

الدين الإسلامي يحثنا إلى حسن اختيار الصديق، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، من هذا الحديث نستنبط مدى اهتمام الدين باختيار الصديق الأفضل، الذي يهديك إلى طريق الخير والحق والصلاح، ويبعدك عن طريق الشر، الصديق الذي يشجعك على اتباع أوامر الله ورسوله، الحفاظ على الصلاة ومواعيدها، والصوم، وبر الوالدين، ومعاملة الآخرين معاملة حسنة، وغيرها من العبادات والطاعات التي دعانا إليها ديننا الإسلامي، ويشجعه على البعد عن العادات السيئة كالتدخين أو شرب المسكرات أو إدمان المخدرات، أو ارتكاب المعاصي والذنوب، فعلى الشخص الاتقان، والدقة، والعناية في اختيار الصديق، فهو مرآة صديقه، من خلاله يرى عيوبه ومزاياه، وقد قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الصداقة (عليك بإخوان الصدق، فأكثر من اكتسابهم، فإنهم عدة عند الرخاء، وجنة عند البلاء)، اختر من تكون اهتماماته تتماشى مع اهتماماتك، فالصداقة الناجحة تحتاج لأن يكون هناك تواصل مستمر بين الصديقين وإلا فترت علاقتهما.

خاتمة موضوع تعبير عن الصداقة

لقد خلق الله عز وجل الإنسان كائناً اجتماعياً، ولا يستطيع العيش بمفرده منعزلاً عن أفراد المجتمع، بل عليه الانخراط معهم واختيار الصديق الذي يناسبه، والصداقة لا تعني بعدد الأصدقاء، لا بل بالصديق الأمين المخلص الوفي، فالصديق الحق هو نعمة يرسلها لنا رب العالمين، ليخفف عنا مشاكل وضغوطات الحياة، فعلينا الحفاظ عليه، والتمسك به، وتوثيق الرابطة معه، فالصداقة تشعر الفرد بالراحة، والسعادة، والطمأنينة، وتنشر المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع.