عيد النوروز

جميع الأمم والشعوب لها احتفالات وأعياد خاصة بها تميزها عن غيرها من البلدان وهذه الاحتفالات تبقى متوارثة من جيل لآخر ينقلها الآباء عن الأجداد للجيل القادم، وتكون مقدسة وموروثة لا يمكن الاستغناء عنها، فهي بمثابة تقاليد وعادات متناقلة من الأجيال القدامي إلى جيلنا الحاضر، ومن هذه المناسبات الكردية أو العياد هو عيد النوروز، وسوف نتحدث عنه في هذا الموضوع

عيد النوروز

يتمّ الاحتفال فيه في يوم الحادي والعشرين من شهر آذار في كلّ سنة ميلادية جديدة، ويُعتبر عيد النيروز أحد أكبر الأعياد القوميّة لدى الفرس، حيث تشارك في الاحتفال مختلف الشعوب على مختلف عاداتهم.

أيضاً يعد من أقدم وأقدس المناسبات الكوردية لكونه تعبير شعبي صادق لإثبات الوجود القومي والوطني لهذا الشعب، فهو مستنبط من تراثه العريق حيث تقام على ارض كوردستان ذات الطبيعة الخلابة في أول أيام فصل الربيع (21/3) ورأس السنة الكوردية مهرجانات شعبية يشترك فيها جميع أبناء كوردستان وهي رسالة حب إلى الإنسانية جمعاء من قبل أبناء شعب تواق إلى الحرية ونيل حقوقه المشروعة

حيث يعتبر البعض هذه المناسبة حفلة الربيع، وهذا اليوم في كردستان العراق يعد من أجمل الأيام عندنا يبدأ الاحتفال به منذ الصباح حتى اليوم الثاني حيث تشعل النار في مساء العشرين من نوروز فوق أعالي الجبال وقرب بيوتنا، تيمناً بهذا اليوم المبارك.

يقول النويري في وصف لهيب “نوروز”: كيف ابتهاجك بالنيروز يا سكني وكل ما فيه يحكيني وأحكيه فتارة كلهيب النار في كبدي وماؤه كتوالي عبرى فيه انعكاس نوروز في أدبيات النخبة الكوردية اهتم الشعراء الكورد باعتبارهم النخبة لفترات متلاحقة من تاريخ الشعب الكوردي بمناسبة “نوروز”

وذكر أنه من أهم الروايات حول النوروز لدى الأتراك هي قصة “أرجنيكون (Ergenekon)” التي تتحدّث عن أنّ الأتراك هُزِمُوا بالخدعة وقُتِل وأُسِرَ الكثير منهم. والذين هربوا من أيدي الأعداء ذهبوا إلى جبل “أرجنيكون” حيث كانوا يعتقدون بأنّ أحداً لن يجدهم هناك. ومع مرور الزمن عندما كانوا يرغبون بالخروج من الجبل كانوا يَرَوْن أنّ الجبال الحديدية تحيط بهم. و لذلك كانوا يُشعِلُون النار فتنصهر الجبال ويرجعون إلى وطنهم السابق

ووفقا للعادات والثقافات التركية فإنّ عيد النوروز هو قبل “يوم الهروب من أرجنيكون أو يوم الانتصار”، ولذلك يُعتبر عيد أرجنيكون أو عيد بوزكورت (Bozkurt).

في عام 1995 قبلت الجمهورية التركية هذا اليوم كعيدٍ للبلاد.

حيث يتطلب الاحتفال بعيد النوروز أداء خمسة من الطقوس الشعائرية، وهي:

الأفرنج والمتمثلة بأداء صلوات الحُب أو التسبيحة، وصلاة تكريم يازاتاس وشعارها هؤلاء الذين يستحقون العبادة، وطقوس تشتمل على شراب الحساء المُقدّس، وصلاة إحياء ذكرى الأموات، وتلاوة الصلوات والأدعية في ذكرى الجنائز، وفي هذه المناسبة يُرحب أبناء الفُرس ببعضهم البعض من خلال مصافحة اليد اليُمنى بين راحتي الشخص الآخر، كما يتمّ مبادلة عبارات التحية، وتمني الأمنيات الجيدة، وينتهي عيد النوروز بنزهة في الخارج، ويُفضّل أن تكون بالقرب من المياه الجارية؛ وذلك لأنّهم يعتقدون أنّ هذه المياه سوف تأخذ معها التعاسة المتبقية من العام الماضي.