انشاء عن خير الناس من نفع الناس

خير النَّاس أنفعهم للنَّاس وردت أحاديثٌ شريفةٌ عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- فيها بيان التفضيل والخيريَّة لأصنافٍ من النَّاس أو أفعالٍ وأعمال، ومن بينها الحديث الذي يذكر خير النَّاس، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: (المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير النَّاس أنفعهم للنَّاس)

إن تقديم الخير والمنفعة لمن حولنا من الأمور الأخلاقية الحميدة والجميلة التي حث رسولنا الكريم عليها وأمر الله سبحانه وتعالى بها، فالشريعة الإسلامية حثت بشكل كامل على تقديم الخير وعززت القيم الأخلاقية الحميدة كافة في نفوس المسلمين، فحب الخير لغيرك هو أمر بمثابة إيثار غيرك على نفسك، فبحبك لتقديم الخير لهم ترفع عن نفسك ومن شخصيتك كل أمر سيء وكل سوء قد تواجهه في حياتك وتجد نفسك محبوب ممن حولك، وذات قيمة عالية ورفيعة ليست فقط عند الناس فالله سبحانه وتعالى يحب الشخص الذي يفعل الخير بلا مقابل وينفع الناس ويقدم لهم المساعدات دوماً.

وورد في روايةٍ لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ، وإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ).

يجب عليك أن تعرف أخي الحبيب أن كل خير تقدمه للناس وتنفع به الآخرين فهو بمثابة صدقة كما قال رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: (كل معروف صدقة).

فالله لا يسأل الانسان عن اي شي الا عن عمله في الدنيا فاذا كان نافعا ومفيدا للناس فيدخله الجنة واذا كان مؤذيا ومضرا للناس فيدخله النار

لان الانسان يقاس بعمله فاذا كان عمله نافعا ومفيد قيل انه انسان وكلما ازداد النفع وازدادت الفائدة وشملت اكبر عدد من الناس كلما ازداد احترام الناس له وارتفعت مكانته بين الناس

يقول الامام علي قيمة المرء ما يحسنه ما يعمله

واذا كان عمله مضرا ومؤذيا قيل انه وحش عدو لله وللانسان والحياة و كلما زاد ضرره واذاه للناس كلما ازداد احتقار الناس له وهناك كثير مثل هؤلاء في تاريخ البشرية هناك معاوية وهناك الامام علي وهناك صدام وهناك الزعيم عبد الكريم

فمعاوية لعنة على شفا كل انسان والامام علي بسمة على شفا كل انسان

وصدام لعنة على شفا كل انسان والزعيم عبد الكريم بسمة على شفا كل انسان وهذه اللعنة والبسمة تتجددان وتتوارثان من جيل الى جيل والى الابد

فحب الناس واحترامهم وتقديسهم للأنبياء والرسل لم يأت لأنهم انبياء ورسل وانما من خلال صدقهم وامانتهم وحبهم للآخرين ونكران الذات وتضحياتهم من اجل الناس.