موضوع تعبير عن الرفق

 قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شأنه)

الرفق يعتبر من الصفات المحمودة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتحلي بها، فالرفق هو اللين في التعامل مع الآخرين، وعدم الشدة معهم لا في القول ولا في الفعل، إلا إذا لزم الأمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يحرم الرفق يحرم الخير كله)، حثنا الله عز وجل ورسولنا الكريم إلى الرفق في جميع مجالات الحياة، وليس الرفق بالإنسان فقط لا بل الرفق  بالحيوان والطير أيضاً وعدم تعذيبهم، لما له من آثار إيجابية في نفوس البشر، فالرفق يؤدي إلى انتشار الحب والود والراحة، وعكس اللين، والشدة، والغلظة، والفظاظة، والخشونة، والعنف، التي تؤدي إلى انتشار الحقد، والكراهية، والبغضاء، والتوتر، كما يؤدي إلى العنف، ونفور الناس من بعضهم.

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصف باللين والرفق عندما كان يدعو الكفار، ولولا ذلك لانفضوا من حوله، ولما آمن هذا العدد الهائل من الناس بدعوته عليه أفضل الصلاة والسلام، فكان يتعامل مع الجميع في أقواله وأفعاله بكل رفق ولين مع الأطفال، والنساء، والرجال، والأهل، والجيران، وحتى مع الكفار، والأعداء، فكثير منهم آمن عندما شاهد مدى لين ورفق الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل معهم، وأنهم عرفوا أن الدين الإسلامي هو دين يسر، ورفق، ولين، ورحمة، وليس عسر، وتعقيد، فقد صبر على الأذى من الكفار، ولكن دعا لهم بالهداية، فقد قال صلى الله عليه و سلم: (إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِى عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِى عَلَى مَا سِوَاهُ).

الرفق أحلى وأعظم صفة يمكن أن يتحلى بها الفرد، ففيها مكسب خيري الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يكسب حب الآخرين، وراحته، كما أنه يصلح العلاقات، ويطيب النفوس، أما في الآخرة فيكسب حب ورضا المولى عز وجل وينال الأجر والثواب، والفوز بالجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخلق، وإذا أحب الله عبدا أعطاه الرفق، ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا الخير).

في زمننا هذا نحن أحوج ما نكون إلى الرفق واللين والرحمة، والرأفة في التعامل، لانتشار القسوة والعنف بسبب الضغوط والمشاكل التي تمر عليهم، فيصبحوا أكثر عنفاً وتذمراً، وعدم التحمل والصبر، بل الوقوف للآخرين على أخطائهم، ولم يلتمس لهم الأعذار، ومحاسبتهم على كل صغيرة أو كبيرة.

الرفق واللين ليس ذلة أو ضعف كما يعتقد البعض، لا بل هو قوة شخصية، وذكاء، وقلب واسع ممتلئ بالرحمة والمحبة، وضبط النفس والتحلي بالصبر عند الغضب، وكظم الغيظ، لا يقدر عليها إلا كل مؤمن قوي، فقيل في الأمثال: (الكلام اللين يغلب الحق البيّن (، كما قيل أيضاً:) العلم مفتاح الحلم، ولين الكلام مفتاح القلوب).