انشاء عن الوقت ثروة
قال صلى الله عليه وسلم:” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن عمله ماذا عمل فيه”.
الانسان منذ بداية عمره لنهايته وهو يجري ويسعى لاستغلال وقته فهو محسوب عليه وسوف يحاسب عليه، كبيراً أم صغيراً، رجل أو امرأة، قادراً أو عاجزاً، الجميع بلا استثناء يسأل عن عمره ووقته كيف استغله وتصرف به، فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك، لذا على الانسان أن ينظم نفسه وأشغاله وأعماله بدقة عالية بحيث لا يطغى عمل على الآخر، وأن يستغله استغلال مثالي بحيث لا يتجاوزه، فالوقت يسير مع الانسان بكل الأحوال والظروف لا مجال للتوقف في قانونه، فالوقت لا يتوق لظرف ما أو لشخص ما إنما مستمر كالبرق يسرع خطاه وإن ذهب فلا نستطيع إعادته ولا تعويضه.
حيث أن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حثنا وحرص على استغلالنا لوقتنا، فقال تعالى عز وجل: “والعصر * إن الانسان لفي خسر “.
وأيضاً رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حث على اغتنام الفرص وعدم اهدار وقتنا بما لا يجب ولا ينفع، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”
ويمكن قضاء الوقت بأداء الأمور المختلفة منها المفيد للإنسان ومنها الضار له، ويجب قضاؤه في الأمور التي تجلب النّفع والفائدة لصاحبها، وقد منح الله سبحانه وتعالى الوقتُ لجميع البشر بالتساوي ليتم تأدية الأمور المختلفة فيه ومن أبرز هذه الأمور العمل والعبادة والنوم، وغيره من الأمور الثقافية والتي من أبرزها الكتابةِ والقراءة، أما قضاؤه في النشاطات الحركية مثل المشي أو لعب كرة القدم، أو الرياضات المختلفة، كما يمكن استخدامه في الأمور المهنية كالقيام بتجهيز الحرفِ الفنيّةِ والزخارف، بالإضافة إلى أنه بالإمكان قضاؤه في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو استخدام شبكة الإنترنت.
قيمة الوقت وكيفية قضاؤه، حيث توجد حكمة تبين أهمية الوقت بل وكيفية قضاؤه (الوقتُ كالبحرِ إن لم تعمل على السّير به بسفينةٍ مصنوعةٍ من العلم ودقةٍ وحسنِ صنعةٍ، فلا تظنَ أنك سوفَ تمشي على الماءِ مثلَ مجاذيبِ الأساطيرِ ولا تلمنَّ إلا نفسك، فالوقت كالسّيفِ إن لم تقطعهُ قطعك)، فهنا تبين لنا أنه ليس المهم قضاء الوقت وانتهاؤه، إنما بما تم قضاؤه وكيف انتهى وما إنجازاتنا خلال هذا الوقت.
فعزيزي القارئ الوقت ثروة لا تقدر بثمن، وهو ثروة حقيقية يجهلها الكثيرون، ولا يعطونها قيمتها، ولا يعرفون ماهيتا إلا بعد فوات الأوان، فهو أمانة من عند الله سبحانه وتعالى أعطانا إياها لكي نحسن استغلالها بما يحب ويرضى، فاليوم في حياتنا هذه نتسارع لننهي واجباتنا والتزاماتنا ولا ندري أن الوقت يضيع بين ثناياها.