انشاء عن الوقت الثمين
إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
لذا يجب علينا الحفاظ عليه واستغلاله بأفضل الطرق، واوفرها.
فالوقتُ هو الشيء الثمين الذي منحهُ الله سبحانه وتعالى للجميعِ بالتساوي، ومن خلالِه يتمُ ممارسةُ العديدُ من النشاطات والأمورِ مثل العبادةِ والعملِ، والنوم، كما يتمُ استثمارُ الوقتِ خلالَ اليوم في العديدِ من الأمورِ الثّقافيّةِ؛ كالقراءةِ، والكتابةِ، أو الحركيّةِ؛ كممارسةِ رياضةِ المشي، أو ركوبِ الدّراجةِ، أو لعب كرة القدم، والفنيّةِ؛ كتقديمِ بعضِ الحرفِ الفنيّةِ والزخارف، والتكنولوجية؛ كقضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، أو البحث عن المعلومات القيّمة من خلال شبكة الإنترنت. يجبُ استغلالُ الوقتِ دائماً بشكلٍ صحيحٍ، والاستفادةُ منه لتلبيةِ الحاجاتِ الأساسيّةِ المهمّة أولاً ثمّ الثّانوية، وممارسةِ العديدِ من الأنشطةِ الّتي تعززُ نشاطَ الجسم وحركته، وتركَ بعض الوقت للرّاحةِ لتنشيطِ الدّورةِ الدّمويةِ، وإزالة جميع التّوتراتِ في الجسم، ومن المفضّلِ دائماً الجلوسُ مع الجماعاتِ والاشخاص الإيجابيّين لأخذِ بعضِ النّصائحِ الّتي يمكنُ عملُها في وقتِ الفراغِ للاستفادةِ منها، أو اللّجوءِ إلى قراءةِ أحدِ الكتبِ المفيدةِ لكسبِ الكثيرِ من الخبرةِ والمهاراتِ.
لذا يجب علينا تنظيم أعمالنا وأهدافنا وأشغالنا تنظيماً مناسباً يحقق لنا شتى الأهداف، حيث أنه عند حديثنا عن التنظيم والترتيب نصل في نهاية الطريق إلى الوقت، فالإنسان يسير في حياته حسب الوقت، سواء نائماً أو واعياً، فالوقت يسير بكل الأحوال لا يتوقف في أي حال من الأحوال ولا يتوقف عند أحد أو ظرف ما،
حيث قال عز وجل في كتابه العزيز: “والعصر، إن الإنسان لفي خسر”، وقال تعالى: ” والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى”،
ولا يقسم العظيم إلا بعظيم، فأولى الإسلام الوقت الكثير من الاهتمام لأنّ فيه تتمّ الأعمال الصالحة أو الطالحة ويحاسب العبد بناءً على هذه الأعمال، ويعلم مكانه في الآخرة.
فحث الإسلام على استغلال وقتنا بكل ما هو نافع ومفيد ويعيد علينا بالنفع والوصول إلى أعلى المراتب، عند الله عز وجل بالأهم من قبل مراتب الدنيا وأهم من كل ما فيها.
أيضاً رسولنا الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم دقق وحرص على تنظيم الوقت واستغلاله استغلال عظيم، واغتنامه بكل ما هو مفيد وذلك لأن الوقت من ذهب فهو باهظ وإن ذهب لا يعود ولا يعوض مهما كان الثمن، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”؛ لذلك قسم الإسلام اليوم إلى أوقات موزعة على الصلوات الخمسة وجعل الواحدة لا تجوز في وقت الأخرى، وشرع الحج والصيام في أوقات محددة من العام مثل رؤية الهلال في رمضان.
فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.