موضوع تعبير عن التعاون للصف الخامس الابتدائي
قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ والتقوى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
التعاون كلمة صغيرة مكونة من حروف قليلة، ولكنها تحمل بين طياتها أسمى وأعظم معاني عرفها الوجود، فالإنسان بطبيعته يميل إلى الجماعة، ولا يستطيع أن يعيش منفرداً، أو منعزلاً عن الجماعة، فلا بد له أن ينخرط في الجماعة، ليحافظ على استمرار حياته، وتلبية طلباته واحتياجاته، كل فرد في المجتمع له دور أساسي عليه تحمل مسؤوليته، والقيام به على أكمل وجه، ومنوط به مسؤوليات اتجاه الآخرين، كمساعدتهم ومساندتهم وعدم التخلي عنهم.
الأسرة هي أساس غرس هذه القيمة الإنسانية العظيمة في نفوس أطفالها منذ نعومة أظافرهم، وتربية أولادهم على روح التعاون، فأساس أي أسرة مبنياً على التعاون بين الأب والأم في الأمور الأسرية والحياتية والتربية، فعليهم أن يكونوا القدوة الحسنة لأبنائهم، والمثل الأعلى في تجسيد معنى التعاون، فيجب أن يعملوا على وعي الأطفال لمفهوم التعاون، وأهميته لهم وعلى مجتمعهم، وتشجيعهم ليتعاونوا مع بعضهم البعض، وتضحية كل منهم لأجل الآخر، ومع جيرانهم بمساعدتهم ومساندتهم وودهم، ومع أقاربهم، وأصدقائهم، وزملائهم في المدرسة، ومساعدة المسنين في الشوارع، بذلك الأسرة تكون قد أخرجت إلى المجتمع عنصر فعال ومؤثر.
المدرسة يأتي دورها بعد الأسرة حيث إنها البيت الثاني للطفل، فعلى المدرسة أن توعي الطفل بمعنى التعاون، والنتائج الإيجابية والفوائد التي تعود عليه من التعاون، وتشجع الطلاب للتعاون والمشاركة مع بعضهم لإنجاز مشاريع وأشياء بها يعتادوا على التعاون كإذاعة مدرسية، رسم لوحة فنية، واللعب معاً.
ولقد حثنا الإسلام إلى التعاون لما له من فوائد يعود بها على الفرد والمجتمع، والتعاون يكون دوماً على الخير والتقوى، وليس على الإثم والعدوان، فكل إنسان بيده الخير ويمنعه عن الآخرين سيحاسب من الله سبحانه وتعالى حساباً عسيراً،
وحرص الله ورسوله على غرس قيم التعاون بين الناس ومؤازرة بعضهم البعض في السراء والضراء، فقد قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم” في تعظيم التعاون: (مثل المؤمنين في توداهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
التعاون له أثر كبير جداً على الفرد والمجتمع، فبالتعاون ينال رضا المولى عز وجل، والثواب والأجر، والفوز بالجنة، وتزداد ثقته بنفسه، وبالآخرين، وشعوره بالطمأنينة والراحة، ويصبح أكثر فعالية في المجتمع، أما على المجتمع فله الأثر الأعظم في نشر المحبة والمودة والإخاء بين الأفراد، ويسود الاحترام بين أفراده، ويساعد على تكامل المجتمع ووحدته، ويصبح مجتمع نافع ومميز، متماسك وقوي، ويرفع من شأنه، ويساعد التعاون على إنجاز المهام بأسرع وقت، وبأقل جهد، قال تعالى: (يد الله مع الجماعة)، ويساعد التعاون المجتمع على تحقيق الأهداف المرجوة على أكمل صورة وأفضلها.