موضوع تعبير عن التضامن الإنساني بالعناصر
مفهوم التضامن الإنساني
التضامن الإنساني هو التعاون والتكاثف بين الأفراد في المجتمعات، لتحقيق أهداف وغايات فيها تتحقق المصالح المشتركة، بعيداً عن المصالح الفردية، والأنانية، وإيثار الذات، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بمفرده بعيداً عن الناس، المسلم يجب أن يكون اجتماعياً، لأنه يحتاج إلى مؤازرة ومساندة الآخرين، وعليه أن يؤثر بهم أيضاً، ويساندهم وخاصة وقت الأزمات والكوارث مثل الزلازل، والفيضانات، والأوبئة، فعلى الفرد مساعدة المحتاجين والمتضررين، فليس التضامن في جانب معين من جوانب الحياة بل في جوانب الحياة المختلفة المعنوية، والاجتماعية، والمادية، والسياسية، فالأفراد في المجتمع الواحد عليهم أن يكونوا كالجسد الواحد.
مفهوم التضامن الإنساني في الإسلام
قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ والتقوى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، التضامن الإنساني من أولويات المجتمع وضرورياته، لذلك ديننا الإسلامي حثنا ودعانا إلى التضامن والتعاون، لما له من فوائد تعود على الفرد، والمجتمع، وبه ننال الأجر والثواب والفوز بالجنة، وفيه يترفع الإنسان عن حب الذات، والأنانية التي تميت قلب المسلم، ولا يرى إلا نفسه، فالإنسان لا يمكن أن يتحمل أعباء الحياة بمفرده، وإنما يحتاج إلى من يعاونه، ويسانده، فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)، كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام: (الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، فالتضامن من القيم الإنسانية الضرورية لاستقرار وسلامة المجتمع، فكل مسلم يجب أن يُؤمن بأن هناك من يحتاج إلى مساعدة في مرحلة ما من حياته، أو في موقف معين، فيأتي غيره لمساعدته بحسب قدرته وإمكانياته، ففي الحديث الشريف قال الرسول “صلى الله عليه وسلم”: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
دور الأسرة في غرس قيمة التضامن لدى أبنائها
الأسرة لها الدور الأكبر في تربية أبنائها على التعاون والتكافل، فالأسرة بالأساس وجدت بالتعاون بين الزوجة والزوج لاستمرار الحياة بينهم، والتغلب على كل ما يواجههم من مشاكل وعوائق في حياتهم، وكذلك على الآباء توعية أبنائهم بمدى قيمة التضامن في حياتهم، ويبدأ ذلك بتعاونهم في الأسرة مع بعضهم في سبيل تحقيق أهدافهم المشتركة، وتعاونهم مع جيرانهم وأصدقائهم، ومساعدة الفقراء والمرضى، وتعاونهم مع أصدقائهم، في المذاكرة واللعب، وتشجيعهم على تلبية طلب من يحتاجهم وتقديم له المساعدة قدر المستطاع.
الآثار الإيجابية للتضامن الإنساني
- يساعد التضامن الإنساني على تماسك وترابط المجتمع، فبالتضامن يستطيع الأفراد تحقيق أهدافه المرجوة، فالمجتمع بلا تعاون يصبح مفككاً، ومريضاً، وضعيفاً.
- نشر المحبة والألفة والإخاء بين أفراد المجتمع.
- التخلص من المشاكل التي يعاني منها المجتمع كالفقر والمرض والبطالة.
- تحقيق غايات الناس وتلبية مطالبهم وحوائجهم، وتفريج كربهم وهمومهم.
- توفير الوقت والجهد، وإنجاز أعمال أكثر، ووقت أقل.
- تعزيز روح التعاون والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، والتصدي لأي عدو يريد المساس به.