موضوع تعبير عن التسامح
التسامح من أسمى الصفات في الوجود، التسامح هو العفو عند المقدرة، والتجاوز عن أخطاء الآخرين، ووضع الأعذار لهم، وعدم رد الإساءة بالإساءة، وأن يكون القلب صافياً، خالياً من أي أحقاد، أو غل، أو ضغينة، أو كره، فلا يحل للمسلم أن يخاصم أخاه أكثر من ثلاث أيام، فقد وصف نبي الله صلى الله عليه وسلم بالتسامح، فقد سامح يهودي جاره وهو ليس من دينه، وكانت هذه القصة من أكثر القصص انتشارًا، وهي قصة اليهودي الذي كان يضع القمامة على باب بيت النبي “صلى الله عليه وسلم” كل يوم فيخرج النبي “صلى الله عليه وسلم” ويزيح القمامة وينطلق، إلى أن جاء يوم لم يجد فيه النبي “صلى الله عليه وسلم” القمامة فسأل عن اليهودي: فأخبره الناس: بأنه مريض، فزاره النبي “صلى الله عليه وسلم”، فتفاجأ اليهودي وأسلم. وهذا دليل على تسامح الرسول صلى الله عليه وسلم، فيجب علينا اتباعه فهو أفضل قدوة لنا، كما أنه صلى الله عليه وسلم عفا وسامح كفار قريش، بالرغم من الأذى والضرر الذي ألحقوه به، وبأتباعه وأصحابه، وحاولوا قتله، ودعا الله أن يهديهم، وعفا عنهم أيضاً في يوم فتح مكة.
وديننا الحنيف الدين الإسلامي يدعونا إلى العفو والتسامح ونشره بين الناس، لما له من أثر في حياة الأفراد، والمجتمعات، فالتسامح ليس ضعفاً كما يعتقد البعض، فلا يقدر على التسامح إلا المتقين والأقوياء، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا، أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ، وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فالحياة قصيرة جداً، فليس من المنطق أن نقضيها في خصام، ونقف على أخطاء الغير، فعلينا أن نلتمس لغيرنا العذر، فلا يسلم إنسان من الزلل، وعلى كل مسلم أن يكون ذو أفق واسع، ويبعد عن العصبية، والغضب، فقال تعالى: (فاصفح عنهم، وقل سلام فسوف يعلمون).
فالتسامح والعفو لهما آثار إيجابية: كالأجر والثواب عند المولى عز وجل، فالتسامح هو الطريق إلى الجنة، حيث قال: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إنه لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)، كما أن التسامح ينشر المحبة والأمل والألفة والسلام بين أفراد المجتمع، ويزيد الترابط والتماسك بينهم، وبه تسود أجواء الإخاء والخير، ويرفع التسامح من قدر المتسامح، وينال رضا الله وإعجاب الناس، ويصبح قدوة حسنة ومثل أعلى لغيره، ويساعد في التخلص من المشاكل، والفتن، والجرائم، ويعمل على شعور الجميع بالسعادة والراحة، ويساعد التسامح في مقاومة الأفكار السلبية، وفي تحقيق مصالح الفرد والمجتمع، والأمن والأمان لهم.
للتسامح عدة صور منها: التسامح الديني، التسامح العرقي، التسامح في المعاملات، التسامح الثقافي لأن لكل مجتمع ثقافته الخاصة به.
فأخي المسلم صافح وسامح، فأنت الأقوى، فليس أي شخص يمكن أن يسامح ويعفو، إلا من وثق بنفسه، ويمتلك القوة الداخلية، فالشخص المتسامح دائما محبوباً ومحط إعجاب الجميع.