موضوع تعبير عن التاريخ الهجري
التاريخ الهجري: يبدأ يوم أن هاجر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة، وهو الأول من محرم من كل عام مع أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وكان ذلك بعد ثلاثة عشرة عام من بداية ظهور الدعوة الإسلامية في مكة، عندما أصبح الخطر يحدق بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد اشتد أذى آل قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن والاه، أو دخل الدين الإسلامي، وخاصة من الفقراء والعبيد، ومحاولات النبي صلى الله عليه وسلم المستمرة مع قريش بالدخول في الإسلام، أو ترك المسلمين وشأنهم، ولكنهم لم يستمعوا إلى كلامه، وقد بدأ الكفار يتوعدون بقتله، وخطط كفار قريش لقتله من خلال مجموعة من شباب مكة حتى يتفرق الدم بينهم فلا تستطيع عائلة النبي صلى الله عليه وسلم الأخذ بالثأر، ولكي يبدأ حياة جديدة بعيدة عن العذاب والذل وينشر فيها الدعوة الإسلامية وليطمئن المسلمين على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم.
ترك النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في فراشه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهاجر من مكة من بلده العزيزة على قلبه فكان يحب مكة بشدة، فقال: ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة)، إلى المدينة المنورة، وفي طريقه كان الكفار يلحقون به فاختبأ في غار يسمى غار ثور، ومن كرم الله وعنايته لنبيه العظيم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن نسج العنكبوت له بيتاً من خيوطه على باب الغار، وقد قال تعالى (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يبصرون)، وعمى الله عنهم الكفار، ووصلوا إلى المدينة وهناك استقبلوه أهلها بأحلى ترحيب وأنشدوا لهم أجمل وأعذب أنشودة وهي:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ****** وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع *****جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع
طلع النور المبين نور خير المرسلين *****نور أمن وسلام نور حق ويقين
ساقه الله تعالى رحمة للعالمين *****فعلى البر شعاع وعلى البحر شعاع
مرسل بالحق جاء نطقه وحي السماء
فكان هذا اليوم أفضل يوم في تاريخ الدين الإسلامي، فسطر أجمل أسطورة في التضحية والفداء، لقد اتخذ كل واحد من الأنصار وهم أهل المدينة واحداً من المهاجرين كأخٍ له، يقاسمه كل ما يملك من بيته وماله، وكان يوم انتصار للمسلمين على المشركين، لقد تآخى المسلمون من أنصار ومهاجرين، وتكون مجتمع إسلامي قائم على أسس سليمة وصحيحة، ودليل على غضب المشركين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم قاموا بالاستيلاء على كل ما تركوه خلفهم من أموال وبيوت، ومنعوا المسلمين الآخرين من الهجرة والالتحاق بالنبي وقاموا بتعذيبهم، وجمعوا كل القبائل للاعتداء على المسلمين في المدينة.
وفي كل عام في هذا اليوم يحتفل المسلمون والكثير يصومون فيه، وتعطل المؤسسات والمدارس والجامعات، احتفالا بهذا اليوم العظيم، وفي هذا اليوم كانت بداية أفضل وأعظم دعوة في العالم وهي الدعوة الإسلامية، فعلينا كمسلمين أن نحترم هذا اليوم العظيم ونبذل كل ما بجهدنا لننشر تعاليم ديننا الحنيف الدين الإسلامي.