موضوع تعبير عن التاجر الأمين
التاجر الأمين هو الذي يبتغي من تجارته إرضاء الله عز وجل، ويخشى الله ويخافه في بيعه، ويتبع شرع الله وأحكامه المذكورة في الكتاب العزيز “القرآن الكريم” ولا يغش ولا يخدع الناس، أو يختلس منهم أثناء البيع، فقد حث الله سبحانه وتعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم التاجر أن يكون صادقاً وأميناً، ويكسب الرزق بالحلال، والتوكل على الله، فالرزق ليس بيد أي أحد ولكنها بيد الله سبحانه وتعالى، وتجنب المحرمات والشبهات التي حرمتها الضوابط الشرعية والأخلاقيات الإسلامية، وأن يوفي بوعوده لمن يتعامل معهم من الزبائن أو التجار، لتحل البركة في المال، وتحل البركة في صحته وصحة من يعولهم من أسرته وأبنائه، فعليه أن يكون حريص في كسب رضا المولى عز وجل، وحب الناس، فالتاجر الأمين بإخلاصه وأمانته يكسب حب الآخرين، والتاجر الخائن يكون إيمانه ضعيف، وغير قنوع، فعلى التاجر أن يرضى بما قسمه المولى له من رزق، ولا يطمع، فأحيانا البركة في القليل وليس في الكثير، فغش التاجر لا يعود عليه بالضرر فقط، لا بل على الناس الآخرين وعلى مجتمعه، فهو خطر على الجميع فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: (التَّاجِرُ الأمينُ الصَّدُوقُ مع النَّبيِّينَ والصِّدِّيقين والشُّهداء) وزاد لتشجيع التاجر أن يكون أميناً وصادقاً قوله صلى الله عليه وسلم: (التاجر الصدوق لا يُحْجَب من أبواب الجنَّة)، فمن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، نجد كم للأمانة من أهمية للفرد والمجتمع.
فالفرد يكسب رضوان الله، والأجر والثواب، كما أنه يفوز بالجنة، والمجتمع يصبح أكثر تماسكاً وترابطاً، تنتشر فيه المحبة والمودة، وتنتشر الثقة بين أفراده.
فالتاجر عليه عدم الاستغلال والاحتكار، أو التجارة بحاجة الناس، واللعب بالأسعار، فالتاجر يعتمد عليه حاجات ومتطلبات الناس، وخاصة الأساسية التي فيها حياتهم أو مماتهم، فالتاجر الأمين جوهرة ليست كثيراً موجودة، فهو الركيزة الأساسية لأي مجتمع، لذا فقد جعله رسول الله صلي الله عليه وسلم في صفوف النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة وهي أسمي المنازل التي ينالها إنسان يوم القيامة، ولا شك أنه لا ينالها إلا من كان عطاؤه وقيمة عطائه على قدرها، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في التاجر الأمين الصادق: (التاجر الصدوق تحت ظلّ العرش يوم القيامة).
والمشكلة التي يواجها المجتمع الأن أن هناك بعض التجار لديهم مخزون كبير من السلع قبل ارتفاع الأسعار يحتكرونها لوقت ارتفاع الأسعار، وعند حدوث ذلك يحاولون تحقيق أكبر قدر من الأرباح، وهؤلاء عليهم أن يضعوا في نصب أعينهم مخافة الله، ويتقوا المولى في حاجات الناس، فالتاجر له مكانة عظيمة، فعليه أن يجعل تجارته ابتغاء من فضل الله، وعلى التاجر أن يحذر الربا أيضاً، فإنه بئس المكسب وبئس المنقلب، فهي نار تحرق صاحبها.
فقال عز وجل:(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).