موضوع تعبير عن الأم
أمّي الحبيبة:
مداد القلب لن يكفي**** لو أكتب به لإرضائك
وخفق الرّوح لن يجزي ****عبير فاح بعطائك
أمي يا من حملتني تسعة أشهر، لم تهتمي بكل الألم والتعب التي كنت تعانيه، بل كانت أسعد أيام تنتظري فيها الساعة التي ستريني بعينيك، وتضميني إلى صدرك، وها قد أتت ولم تسعك الدنيا كلها من الفرحة والسعادة، وبدأ المشوار في تربيتي، الرضاعة وسهر الليالي، وتعب الأيام، فضحيت براحتك وسعادتك في سبيل سعادتي وراحتي، ساعدتني في مرضي، لم يغفل لك جفن إلا بعد أن تطمأنين أني بخير، أنت أول من مسك بيدي في أول خطوة خطوتها، وأنت أول من سمع أول كلمة نطقها لساني، وكل ما قدمته من أجل أن أحيا حياة سعيدة آمنة، لا أخاف من البرد، ولا الجوع، ولا الضياع، فوجودك يكفيني، فأمي هي من شملتني بحنانها وحبها وعطفها، وتحملتني عند ضيقي، وشاركتني أفراحي، وهي تهتم بغذائي وملبسي، وتهتم بمذاكرتي ودراستي، لاجتياز الاختبارات، وكانت سعادتي في حزني، وقوتي في ضعفي، فلا يمكن الاستغناء عنها، فهي لا تقدر بأي ثمن.
فقال المولى عز وجل في كتابه الكريم تعظيماً لشأن الأم ومكانتها: (ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر لي ولوالديك إليّ المصير)، والأُم ما عرف قدرُها وفضلها إلّا الله تعالى، فقد جعل الجنة تحت أقدامها، وجعل النظرة إلى وجهها عبادة، وجعل رضاها من رضاه، وربط حقه بحقها، وربط شكره بشُكرها وأوصانا بها، كما أوصى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالأم خيراً، “حيث جاءه رجل يسأله فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك”. فقد كرر كلمة الأم ثلاث مرات للتأكيد على عظمتها وأهميتها، فالأم هي منبع الحنان والعطف، ومصدر الحب والمودة.
قال الشاعر:
إن أمي هي التي خلقتني
بعد ربي فصرت بعض
الأنام فلها الحمد بعد حمدي
إلهي ولها الشكر في مدى الأيام.
الأم هي ليست عماد الأسرة بل وأيضاً عماد المجتمع، فهي كالشمس التي تضيء الكون، فواجب علينا طاعتها وكسب رضاها، والابتعاد عما يغضبها، وتقديم لها كل الحب والاحترام، والشعور بالعرفان لأمهاتنا بما قدمن لنا، وحسن معاملتهن، ورعايتهن، والمحافظة عليهن ففضلهن علينا لا يعد ولا يحصى، فهي التي تعبت وسهرت، وفدت طفلها بحياتها، فهي الأمن والأمان، والدواء لمرضنا.
كل الشكر والامتنان، كل التقدير والاحترام لكل أم ضحت بحياتها وسعادتها وراحتها في سبيل أطفالها، فعلى كل فرد إرضائها وإسعادها، سيأتي يوم ولن تجدها بجانبك، عندها ستندم على ضياع كل لحظة لم تقضيها بجانبها، أدام الله عز وجل أمّهاتنا جميعاً ورزقنا برّهن.