موضوع تعبير عن الإيثار للصف الأول متوسط
موضوع تعبير عن الإيثار وهو شهور داخلي نابع من الفرد، وهو تفضيل الشخص الآخرين على نفسه، سواء كان مادياً أو معنوياً، ابتغاء مرضاة المولى عز وجل.
قال تعالى في سورة الحشر: (وَيُؤْثِرُون عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، فمن قوله عز وجل نستدل على مكانة وأهمية الإيثار، فهو من الأخلاق الحميدة التي يتحلى بها المؤمنون، فالإيثار من الأخلاق التي حثت عليها جميع الشرائع، ودعانا الرسول صلى الله عليه وسلم للتميز بها، وهو خير قدوة لنا، فالإيثار يؤدي إلى تقوية الروابط والعلاقات الإنسانيّة، والاجتماعيّة بين الأفراد، وأيضاً يعمل على تحقيق الرضا الذاتي والنفسي للفرد والشعور بالطمأنينة والسلام الداخلي. وعكس الإيثار الأنانية وهي من أسوأ وأقبح الصفات التي يمكن أن يتصف بها الشخص، فالأنانية وحب الذات تميت القلب، وتجعل صاحبها لا يكترث بالآخرين ولا بحاجياتهم، وتؤدي إلى التفكك والتفرقة، ونشر الكراهية والحقد والكره والحسد بين الأفراد في المجتمعات.
فالإيثار من الفضائل العليا التي تجلب حب الله ورضوانه، وحب الآخرين له، والرزق والبركة في كل من العمر والرزق، والسعادة وراحة البال، ويساعد في نشر المحبة والمودة والتآلف بين المسلمين، ونمو وتقدم مجتمعاتهم، بتحقيق الاكتفاء الاقتصادي لأعداد كبيرة فيه، وأفضل الإيثار هو إيثار رضا الله عز وجل على رضا النفس ورضا الغير، فمقاومة كل ما يغضب الله، حتى ولو سيرضي العباد، فرضا الله أهم وأسمى من إرضاء أي شخص على وجه الأرض، فقد قال الشافعي رحمة الله عليه: ” رضا الناس غايةٌ لا تدرك فعليك بما فيه صلاحُ نفسك فالزمهُ”،
لا يقتصر الإيثار على مجال معين بعينه كاعتقاد الكثير في المال فقط، لا بل في المال والعلم، حتى في الأسرة الأم والأب يؤثرون أبناءهم على أنفسهم، وفي المدرسة يؤثر المعلم طلابه على نفسه، وفي بعض المراكز يؤثر بعض الأشخاص الآخرين على أنفسهم ليصلون إلى مراتب أعلى منهم، حتى في تقديم أرواحهم وأنفسهم فيؤثرون بها آخرين كما في الحروب والمعارك يفضل أن يقتل ولا يصيب صديقه أو وطنه بأي مكروه فهذا قمة الإيثار، فما أنبلها من صفة، بها يصبح المجتمع أكثر تماسكاً وترابطاً.
الإيثار هو نوع من الجود والكرم ولا يستطيع عليه الجميع، إلا السخي الجواد الي يؤثر الآخرين على نفسه وقلبه ممتلئ بالإيمان وبمحبة الآخرين وتحقيق الخير لهم وحب العطاء، ويصبر على الشدائد والصعاب، ولا يندم على البذل والعطاء، بالرغم من حاجته لما أعطى، فهذا أعلى درجات الإيثار، والإيثار أفضل مكارم الأخلاق، فيؤثر الآخرين ويطعمهم وهو جائع، يكسوهم وهو يتعرى، يعطيهم المال وهو أحوج الناس له، وبذلك تعمّ الفائدة والخير على غيره من الأشخاص وليس عليه دون انتظار أيّ مقابل لهذا الفعل، فالشخص هنا يفضل المصلحة العامّة على المصلحة الشخصيّة.