انشاء عن الأدب، موضوع تعبير عن الأدب يلائم مختلف المراحل العمرية، موضوع تعبير مهم جداً والتطرق له مفيد لجميع الأفراد في المجتمع بمختلف أعمارهم.
قال المناوي: “الأدب رياضة النفوس، ومحاسن الأخلاق، ويقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل“.
الأدب عندما نبدأ بالحديث عن الأدب والأداب والأخلاق العامة التي يجب على الانسان التعامل بها مع أقرانه، فإنه يوجد نقص وتخلخل في هذه الصفة في التعامل بين الناس سواء في السوق، أو الشوارع العامة، أو المنتزهات، وغيرها من الأماكن العامة التي يتشاركها الناس، طبيعة التعامل مختلة في عدم توازن.
فالأدب من الصفات الواجب على الانسان التحلي بها لأنها من مكارم الأخلاق حيث تعطي الانسان سمعة طيبة، وحياة مستقرة مطمئنة براحة نفسية، فالأدب من الأخلاق التي حث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على التحلي به، وأيضاً القرآن الكريم أكد وكرر الكثير من الآيات التي تخص الأدب والأخلاق وغيرها من الشيم الطيبة.
فالأدب كلمة عظيمة ذات جوهر كبير داخلي وخارجي، فمن الخارج تجد المحبة والألفة والطيبة والتعامل الحسن، ومن داخلها جمال نفسي يريح النفس ويطمئن القلب، فهي صفة وخلق كريم يعطي للفرد جمال في ظاهره وباطنه، وجمال في خصاله وفي تعاملاته مع من حوله، تجعل الجمال والراحة تنتشر في كافة أمور حياته.
فالأدب يهذب النفس، يريح البدن، يجعل من الإنسان شخص مسالم ومحترم وراقي في مجتمعه وذات مستوى عالي من الرقة والتفاهم والألفة والمحبة مع أفراد مجتمعه مما يجعل المجتمع يرتقي ويصل لدرجة السمو في أفراد مجتمعه من أخلاقهم وتعاملاته.
فبالأدب ترتفع درجات الايمان وترتفع عظمة الانسان عند ربه ودرجته للدخول إلى الجنة والوصول أعلى المستويات كما ورد في قول الله -تبارك وتعالى-: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ (آل عمران)
أنواع الأدب:
والأدب ثلاثة أنواع: أدب مع الله سبحانه. وأدب مع رسوله – صلى الله عليه وسلم – وشرعه. وأدب مع خلقه.
الأدب مع الله//
وهو ثلاثة أنواع:
أحدها: صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة.
الثاني: صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره.
الثالث: صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه.
وقال يحيى بن معاذ: من تأدب بأدب الله صار من أهل محبة الله.
الادب مع رسول الله//
عباد الله: وأما الأدب مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإنه يكون بمعرفة قدره -عليه الصلاة والسلام-، ومعرفة مكانته، وأنه رسول من عند الله، وأنه – صلى الله عليه وسلم – بلغ الناس دين الله على أتم وجه وأحسن حال، ومن الأدب مع رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، بل عين الأدب معه: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر والأدب مع رسول اللّه – صلّى اللّه عليه وسلّم – يعني كمال التّسليم له، والانقياد لأمره، وتلقّي خبره بالقبول والتّصديق.
الأدب مع الخلق//
وأمّا الأدب مع الخلق: فهو معاملتهم- على اختلاف مراتبهم بما يليق بهم، فلكلّ مرتبة أدب. والمراتب فيها أدب خاصّ. فمع الوالدين: أدب خاصّ للأب منهما أدب هو أخصّ به، ومع العالم: أدب آخر، ومع السّلطان: أدب يليق به وله ومع الأقران أدب يليق بهم. ومع الأجانب: أدب غير أدبه مع أصحابه وذوي أنسه. ومع الضّيف: أدب غير أدبه مع أهل بيته.