موضوع تعبير عن الأم وفضلها
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: “أمك”. قيل: ثم من؟ قال: “أمك”. قيل ثم من؟ قال “أمك”. قيل ثم من؟ قال: “أبوك”.
الأم هي منبع العطاء والحنان والحب، هي مربية الأجيال الصاعدة، فهي كل المجتمع إذ الأصل في وجود الرجال وتربيتهم ليكونوا رجالاً، وهي نصفه الآخر من النساء بالعمل على تقديم الخير والفضل لأسرتها ومجتمعها، هي التي تفني عمرها في تربية أطفالها وتلبية كل احتياجاتهم إلى أن يصبحوا رجالاً أقويا ،ونساء قادرات على تحمل المسؤولية، فيبدأ دور الأم منذ الحمل، تحمل بطفلها تسع شهور، تعب وإرهاق، ومن ثم تلد وتتحمل ألم الطلق والولادة التي لا يتحملها إنسان على وجه الأرض، ومع كل الوجع والألم في الحمل الولادة تنساه الأم كله لحظة قدوم الطفل، ثم تبدأ في مراحل التربية وتحمل المسئولية في مراحل التربية، والتغذية، والرعاية، والسهر حرصاً منها على تنشئة سليمة لهم في المستقبل، حيث تقدم لهم كل سبل الراحة والتغذية وتعلمهم كل شيء ينفعهم في حياتهم العلمية والعملية، بل تمنح لهم كل الحب والحنان والعطاء بلا مقابل ولا أجر، وكل ذلك من أجل أن نحيا حياة سعيدة آمنة لا نخاف من البرد، ولا الجوع، ولا الضياع، حتى لو كان على حساب سعادتها ويومها وليلها، إنها الأم التي تستعد أن تفدي روحها بدلاً عن طفلها، وتدفع دمها لتحميه وتحافظ عليه.
فسهر الليالي والتعب والشقاء، يعتبر سعادة بالنسبة لها لأن هدفها الأول والأخير هو تأمين مستقبل جيد لأبنائها، وتربيتهم تربية صالحة، وهذا يؤدي إلى بناء جيل رائع مبني على الأخلاق الحميدة، عند كل بسمة وعند أول كلمة ينطق بها كأنها ملكت كنوز الدنيا، فكل نبضة من نبضات قلبها تتمنى لأولادها السعادة والحياة، وتضحي بكل غالٍ من أجلهم، فرضا الله من رضا الأم، وسخط الله من سخطها، فقد كرم الله سبحانه وتعالى الأم، ورفع من مكانتها.
فعلى كل منا الإحسان إليها وتقديم أمرها وطلبها وتلبيتهم، ومجاهدة النّفس برضاها، ورعايتها وخاصة عند الكبر، وملاطفتها وإدخال السّرور عليها، وحفظها من كل سوء، وأن نقدم لها كل ما ترغب فيه وتحتاج إليه، والإنفاق عليها عند الحاجة، واختصاص الأم بمزيد من البرّ لحاجتها وضعفها وسهرها وتعبها في الحمل والولادة والرّضاعة، والبرّ يكون بمعنى حسن الصّحبة والعشرة وبمعنى الطّاعة والصّلة، فعلينا أن نطيعها في جميع الأمور ولا نحزنها أبداً، ونساعدها في الترتيب اليومي للمنزل، ونرعاها في الكبر، ولا نتركها وحيدة في المنزل عندما يمر العمر حتى لا نندم في وقت لا يفيد فيه الندم.
اللهم إنا نسألك مولانا الكريم أن يطيل في أعمار أمهاتنا الأحياء، ويرحم الأمهات المتوفية، ونكون من الأبناء البارين بآبائهم، وأمهاتهم، والمخلصين لهم في حياتهم وبعد مماتهم.