موضوع تعبير عن الأم
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: “أمك”. قيل: ثم من؟ قال: “أمك”. قيل ثم من؟ قال “أمك”. قيل ثم من؟ قال: “أبوك”).
أجمل هدية من رب العالمين أهدانا إياها هي الأم، الأم كلمة من حروف قليلة، ولكنها تحمل في طياتها معاني سامية وعظيمة، فأول لفظ ينطقه الطفل هو كلمة أمي، فالأم ليست أساس البيت وعماده، ولكن أساس المجتمع، فالأم هي التي تُخرج المحامي، والمهندس، والطبيب، والعامل، والمعلم، وغيرهم من رجال المجتمع وبناته، وهي مربية الأجيال، فهي من رافقنا منذ نعومة أظافرنا ولازمتنا خطوة بخطوة في مراحل حياتنا المختلفة، تساعدنا وتوجهنا وترشدنا حتى أصبحنا نعتمد على أنفسنا، حتى أنها لم تمنع نفسها في التفكير فينا، وفي مصلحتنا، ففي نظرها مهما كبرنا فنحن الصغار المسؤولين منها، فهي مصدر الحب والعطف، ومنبع الحنان، والرأفة، والشفقة، فلا تغفل لها عين إلا عند اطمئنانها علينا، ففرحها من فرحنا، وحزنها من حزننا، وألمنا يؤلمها، فسعادتنا دائماً تكون على حساب سعادتها، فهي الرجاء والأمل في اليأس، فالأم مدرسة للتعليم، والتربية، والقيم، والصبر، والمثل، والعطاء، فلا يمكن الاستغناء عنها، هي كُل شيء في هذه الحياة، فهي التي تنسى أن تدعو لنفسها في صلاتها، لانشغالها في الدعاء لنا نحن أبنائها، ولا يماثل أحد الأم في حبها لأطفالها.
فقد قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها …. أعددت شعباً طيب الأعراق
كرم الإسلام الأم وقد وصّى سبحانه وتعالى بها، كما حثنا رسوله صلوات الله وسلامه عليه على برها، والاهتمام بها، ولقد أوصى القرآن الكريم بالأم، ووضعها في مكانة عالية، وكرر تلك الوصية لفضل الأم ومكانتها، فقال سبحانه: (ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) ،فقد جعل الجنة تحت أقدامها، وجعل النظرة إلى وجهها عبادة، وجعل رضاها من رضاه، وربط حقه بحقها، وربط شكره بشُكرها، فعليك أن تكون باراً بها، وتحاول كسب رضاها بأي وسيلة، فمهما فعلت فلن توفيها حقها ولا جزء منه، فطاعتها واجبة في كل ما تأمر به إلا فيما يعصي الخالق، وعليك الاهتمام والعناية بها، واحترامها، والإحسان إليها، وكذلك الشعور بالعرفان لأمهم التي سهرت، وتعبت، وربت، وكبرت، بلا ملل أو كسل.
كن مطيعاً بارّاً بأمك الآن، لأنه سيأتي يوم ولن تجدها بجانبك، يوم تموت الأم ينادى منادٍ من السماء: يا بن أدم ماتت من كنا نكرمك من أجلها، فأعمل عملا صالحا نكرمك من أجله، عندها ستندم على ضياع كل لحظة لم تقضيها بجانبها وتبرها وتقدرها، حيث قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً، حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً).
أدام الله أمّهاتنا جميعاً ورزقنا برّهن ورضاهن.