موضوع تعبير عن الأسرة السعيدة
خلق أسرة سعيدة ليست بالأمر اليسير ولا السهل، ولا يقع تحقيق السعادة على عاتق فرد بعينه، ولكن على جميع الأفراد في الأسرة، فكل له دوره المنوط به ليحققه، الأم والأب والأبناء، ولكن نستطيع أن نقول بأن الدور الأساسي في خلق فرصة بأن تكون الأسرة سعيدة هما الوالدان، اللذان يقومان بتعليم أبناءهم المبادئ والأسس لتوعيتهم لمواجهة العالم الخارجي، وأن يكونا القدوة السوية والصالحة لهم، ويساعدونهم ليكونوا عناصر فعالة ولهم القيمة والأهمية في المجتمع، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ( ِذَا أَعْطَى أَحَدُكُمْ خَيْرًا فَلْـيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وأَهْلِ بَـيْتِهِ)، فالإسلام من أكثر الأديان السماوية التي قامت بتعظيم دور الأسرة، ولذا نجد أن من أكثر الدول التي تحترم الأسرة وتحافظ عليها الدول العربية والإسلامية، والتي تحرص من خلال ما تتمسك به من عقيدة على القيام بواجباتها تجاه أسرتها، ويظهر ذلك بوضوح في أوامر الدين الحنيف لنا بالحفاظ على صلة الأرحام والقيام بالتواصل مع جميع أفراد الأسرة سواء القريبين أو من يبعدون عنا بالمسافات الطويلة.
الأسرة نواة المجتمع: وهي التي تتكون من الأب والأم والأبناء، فهي ركيزة المجتمع فإذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت فسد المجتمع، فالأسرة يخرج منها المعلم والمهندس والمحامي والطبيب والعامل والمزارع، وغيرهم من الأشخاص الذين يلعبون أدوار مهمة في حياة المجتمع، فالأسرة يجب أن تكون سعيدة لأهميتها في المجتمع.
الأسرة السعيدة: هي الأسرة المترابطة المتماسكة القائمة على تعاليم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وعلى أساس المساواة بين أفرادها، ويربط أفرادها الألفة، والحب، والمودة، والعطف، والتعاون، ويعيشون حياة مستقرة، و يشتركون في هدف واحد، وتجمعهم مبادئ واحدة، و يسيرون في طريق مشترك ولديهم القدرة على حل المشكلات والعقبات التي تواجههم بطريقة سليمة، بترابطهم العاطفي والنفسي، وشعور أفرادها بالانتماء لها، وإحساسهم بأنهم يميلون للهدوء النفسي والميل للعيش في مجتمع مستقر، فالأسرة الناجحة والسعيدة هي التي تقدم لأبنائها حياة كريمة بإعطائهم حقوقهم المتمثلة في التعليم، والمأكل، والمسكن، والصحة، والأمن، والترفيه وغيرها من الحاجات الإنسانية التي من شأنها أن تنتج أفراد صالحين لمسؤولية المجتمع، هؤلاء يكونون قادرين على تغير المجتمع للأفضل والأحسن.
ومن العوامل الهامة في نجاح أي أسرة وجعلها أسرة سعيدة أيضاً: التواصل بين أفرادها، التربية الصحية والجسدية السليمة، وممارسة الرياضة والعادات الصحية السليمة، والتربية النفسية والأخلاقية الصحيحة للأبناء، وتعودهم على عادات وتقاليد مجتمعهم والتي تربى عليها أباءهم وأجدادهم، حتى لا يحدث بينهم وبين المجتمع فجوة، مساعدتهم على استغلال أوقات فراغهم بأشياء ينتفعوا بها ويستفيدوا منها، وتحديد الوقت الكافي للجلوس مع الأبناء، وتبادل الحوار والأحاديث معهم، وتعزيز مبدأ الثقة بأنفسهم ومناقشتهم في أمور حياتهم، ومتابعتهم في شؤونهم الخارجية،
وفي المقابل: الأسرة غير السعيدة والفاشلة والتي تنتج عن سوء التربية وعدم التواصل بين أفرادها، وتفرقهم عن بعضهم، فهذا سيضعفها، فتصبح غير قادرة على مواجهة المشاكل والضغوطات التي تتعرض إليها، فينتج عن هذه الاسرة أبناء يعانون الحرمان والنقص، وتنتشر ظاهرة تشرد الأطفال والتسرب من التعليم وجرائم السرقات وغيرها.