موضوع تعبير عن الإدمان
قال تعالى في كتابه العزيز ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، من هذه الآية الكريمة ندرك أن النفس البشرية أمانة عند صاحبها، فعليه الحفاظ عليها، والاهتمام بها والبعد عن أي شيء يمكن أن يسوء لها، والآن سنكتب موضوع تعبير عن الادمان بأشكاله وأسبابه وعواقبه الوخيمة وأيضاً علاجه.
الإدمان
الادمان ظاهرة حقيقية وخطيرة نواجها في مجتمعاتنا الآن، فمن أسوأ العادات التي يمكن أن يتبعها الإنسان هي عادة الإدمان، فإذا اتجه في هذا الطريق من الصعب الرجوع منه، إلا بالإرادة والعزيمة القوية، وقبل هذا الإيمان القوي والراسخ بالله سبحانه وتعالى، فالإدمان هو حالة مرضية يعتاد الإنسان فيها على شيء معين كمادة مخدرة، أو عقار معين أو الكحول، فيصبح الشخص تحت تأثيرها وسيطرتها ومن الصعب عليه مقاومتها، أو الاستغناء عنها، مما يؤثر بشكل سلبي على تصرفاته وسلوكياته، وخاصةً بعد انتهاء مفعولها، فعندها يفقد السيطرة والتحكم على نفسه، ويقوم بأعمال قد تضره أو تضر من حوله، وخاصةً للحصول على المال اللازم لشراء المادة المخدرة، وبأي وسيلة كانت، فمن هنا تبدأ المشاكل الاجتماعية نتيجة للإدمان.
من أسباب الإدمان: ضعف الإيمان والوازع الديني لدى الشخص، استخدام بعض الأدوية والعقاقير الطبية بدون استشارة الطبيب، وبكمية كبيرة بهدف تخفيف الألم، أو لزيادة القدرة الجنسية، الظروف الاجتماعية القاسية التي يعيشها بعض الأفراد كالتخلف،والبطالة والفساد، الفراغ الذي يعاني منه الكثير من الشباب في أيامنا هذه، صديق السوء فله تأثير سلبي على صديقه وقد يغريه ويعمل على إسقاطه في دائرة الإدمان فقال صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) فعلينا معرفة أصدقاء أبنائنا، المشاكل الأسرية وعدم الاستقرار الاجتماعي قد يؤدي بالفرد للهروب من الواقع المرير، ونسيانه بأي طريقة، ولربما السبب أحياناً وراء الإدمان عدم مراقبة الأهالي ومتابعتهم لأبنائهم، وتيسير المال الكثير بين أيديهم بلا حساب، فهنا يندفعون بلا تردد وبكل سهولة إلى طريق الإدمان، والتصور الخاطئ لدى بعض الشباب أن المخدرات ليست إدمان، بل إنها مجرد تسلية ويمكن الامتناع عنها في أي وقت.
ومن آثار الإدمان: يصاب الفرد المدمن بالهزال والضعف العام، فقدان شهيته للأكل، اسمرار حول العينين، عدم سيطرته على تصرفاته، قد يؤدي الإدمان بالشخص لارتكاب الجرائم كالسرقة والقتل، والاغتصاب، وعقوق الوالدين، وغيرها، غضب المولى عز وجل، نفور المجتمع منه، وعدم تقربهم إليه، السمعة السيئة التي ستلحق به وبأسرته، والأذى والضرر اللذان سيعودان عليه من أثر الادمان.
لعلاج الإدمان: علينا علاج المدمن نفسياً واجتماعياً، والاهتمام بغذائه، ليستعيد بها قوته، ونؤهله ليصبح مواطن فعال في المجتمع، لينظر إليه الجميع نظرة احترام وتقدير بشخصه، كما يجب الاهتمام به في مرحلة ما بعد العلاج لأنها أهم من مرحلة العلاج نفسها.
شبابنا العزيز الإدمان ليس الحل للمشاكل التي نواجها الآن في حياتنا، كما أنه لا يسبب لأي شخص السعادة، حتى لو شعر بها الإنسان عند تعاطيها، ولكن بعدها يعود كما هو، فلِم لا نعيش الحياة الطبيعية الهادئة المستقرة، الخالية من المشاكل، ونتقرب بها إلى الله عز وجل.