انشاء عن التسامح للصف الأول المتوسط
التسامح
التسامح هو عبارة عن خلق حسن حميد يحبه الله سبحانه وتعالى أمر عز وجل عباده بالاتصاف والالتزام بهذا الخلق، حيث أنه خلق يعمل على تطير القلب والروح والنفس ففيه تخلص من الكره والحقد والبغضاء من داخل الانسان فلا يشعر بخزي أو ثقل داخل قلبه مسامح محبوباً من الناس الذين حوله، حيث أنه يجلب لصاحبه السعادة لأنه لا يحمل كره أو بغضاء لأحد من حوله، فالتسامح صفة إنسانية حسنة يتصف بها المؤمن المنتظر من ذلك ابتغاء مرضاة الله ورحمته.
كما قال تعالى: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”
كلنا يحتاج إلى مغفرة. و”التسامح هو الممحاة التي تزيل آثار الماضي المؤلم”
قال تعالى: “وإن تعفو أقرب للتقوى”…
وقال صلى الله عليه وسلم: “احسن وأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك”
أيضاُ التسامح صفة تحلى بها الأنبياء والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأمر بالالتزام بها والتحلي بها، ونحن يجب علينا الاقتداء برسولنا الكريم في التحلي بها.
ومن هنا يُعرَّف التسامح على أنّه التّساهل مع الآخرين، والإحساس بهم وبكينونتهم، وعدم إقصائهم لمجرّد وجود اختلاف معهم، ففيه احترام ولباقة من الشخص للآخر للتغاضي عن تصرفه ليس لضعفه بل انما لاحترامه وأدبه ولباقته.
التسامح يعتبر طريق يؤدي إلى السعادة والحب والطمأنينة ففيه مرضاة الله ومن مرضاة الله فإنه يفتح عليه أبواب كثيرة لراحة النفس والطمأنينة.
أهمية التسامح تكمن ليس فقط بشعور الفرد مع نفسه إنما مع الآخرين على الفرد والمجتمع ومع الله عز وجل، فهو يعمل على وقاية المجتمع من الفساد والعنف ويؤدي إلى التكافل والاتحاد في المجتمع والتعاون، وتقوية العلاقات بين الأفراد في المجتمع، التسامح له فضائل كثيرة تكمن داخل معناه لا نستطيع اجمالها ولا عدها.
ومن أشهر الأقوال المأثورة : ” التسامح زينة الفاضل“
يجب على الانسان أن يتخذ من التسامح منهج يتبعه في حياته وطريقة للتخلص من الحقد والذنوب والآلام فالإنسان الحاقد والكاره يبقى في النهاية بلا أحد جانبه أما عندما تكون مسامح تجد الخير من كل مكان تجد حولك أناساً كثيرين يحبونك ويحترمونك ويضعونك في أولوياتهم لما لك من أهمية في قلوبهم قبل حياتهم.
للتّسامح أنواع مختلفة، ولعلَّ أبرزها التّسامح الدينيّ الذي يتضمّن التّعايش مع باقي الدّيانات، والاقتناع بمبدأ حريّة ممارسة الطقوس والشعائر الدّينية بعيداً عن التّعصب، ومن أنواعه الأخرى التسامح السياسيّ، والذي يقضي بمنح الحريّات السياسيّة، والإيمان بالمبادئ السياسيّة التي توفر الحدّ الأدنى من الكرامة والاحترام والعدل.
أيضاً التّسامح الثقافيّ، ويشير إلى أهميّة احترام آراء الآخرين، والتّحاور مع المخالفين دون تجاوز الآداب العامة للحوار، والتسامح العرقيّ، والذي يَعني نبذ التعصّب المبنيّ على النظرة الدونيّة لبعض الأعراق أو الأصول.
وفي نهاية موضوعنا الذي قدمناه لكم نؤكد لكم على أنّ الله سُبحانه وتعالى أمرنا بالتسامح، حيث يقول سبحانه وتعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219].
وطلب منا أن نتفكر في فوائد هذا العفو، ولذلك ختم الآية بقوله: (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ).