موضوع تعبير عن الاخوة في الاسلام
لقد دعانا ديننا الإسلامي إلى أمور عديدة فيها فائدة لنا في حياتنا، ومن هذه الأمور الأخوة فقد قال تعالى في محكم تنزيله: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، كل مسلمٍ مؤمنٍ هو أخ للآخر في الإسلام، باختلاف الجنس واللون والبلد، فالأخوة هي رابط شرعي ربانيّ، وثيق ودائم، يجتمع تحت مظلته المسلمون جميعًا في كل مكان، وكل ناحية من هذا العالم، ويعتمد على التعاون والمحبة والترابط، بين المسلمين، ومساندة ومؤازرة بعضهم لبعض، ومشاركتهم في مسراتهم وأحزانهم، ونصرتهم وبُعد السوء عنهم.
لقد دعانا إسلامنا الحنيف إلى الأخوة لما لها أهمية وفائدة عظيمة في حياتنا كأفراد ومجتمعات، فيقول الله عز وجل في القرآن الكريم: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، ولقد سعى النبي صلى الله عليه وسلم منذ بداية الرسالة السماوية التي أنزلت عليه من الله عز وجل لنشر الدعوة الإسلامية، على نشر مبدأ الأخوة في الإسلام، وظهر ذلك بوضوح عند هجرته من مكة إلى المدينة، عندها آخى بين المهاجرين والأنصار ودعاهم إلى أن يتخذ كل واحد منهم أخاً له، وأن يتعاونون ويتقاسمون كل شيء.
كما نلاحظ الآن أن الدين الإسلامي يحارب من جميع الاتجاهات، والمسلمون يتعرضون للظلم والعدوان في كل مكان، وما يشنه علينا الغرب من حملات لتضعف قوتنا، وتماسكنا، بديننا الإسلامي وببعضنا، وتعمل على فتور العلاقات الاجتماعية، والدينية بيننا، وتعمل على نشر الفساد، والبغضاء، والحقد، والكراهية في مجتمعنا الإسلامي بلا رحمة أو هوادة، ونشر الفتنة بين المسلمين الأخوة ذوي العقيدة الواحدة، ودفعهم إلى الحروب والنزاعات فيما بينهم، وهي التي تؤدي إلى الخراب، والدمار، والهلاك، فعلينا كمسلمون أن تكون كلمتنا واحدة وهدفنا واحد وهو رضا الله عز وجل وهذا لا يكون إلا بتعزيز وتقوية الأخوة بيننا، فعلى كل واحد منا أن يقف بجانب أخيه، إذا كان في ضائقة مادية، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، وأن يكون حريص على أخيه، يتألّم لألمه، ويحزن لحزنه، ويفرح لفرحه.
ومن النتائج الإيجابية للأخوة نيل رضا الله سبحانه وتعالى، وحبه وحسن عبادته وأجره، وأنها سبب في نشر المحبة، والرحمة، والتكافل، والتعاون على فعل الخير، والمعروف، ودفع الضرر، وهذا ما يسهم في القضاء على الكثير من الآفات والمشكلات التي قد تؤثر بالسلب على مصلحة المجتمع الإسلامي، وتساعد على استمرار أواصر الأخوّة بين المؤمنين، وتصبح الرحمة أساس التعامل فيما بينهم: لقوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً…)، وتكون الأخوة بتقديم المصلحة العامة على الآراء الشخصية.